من كتبها الأكثر انتشاراً والأكثر مبيعاً في أميركا، تقدم الكاتبة الشهيرة والغزيرة الإنتاج، هذه الرواية التي يشير إهداءها منذ البداية إلى الوجدانيات العميقة الصادقة، وإلى الدعوة للتسامح والمحبة والحنان. إذ أن الكاتبة تهدي كتابها هذا، في كلمات مطولة، منها: ",إلى العلاقات الصعبة بين بعض الأمهات والبنات..", وإلى ",الأم التي ...تمنيت أن أحظى بها",.تدور أحداث القصة في مدينة باريس وقد جاءتها ",كارول", الممثلة العالمية المشهورة، من أجل العمل والبحث عن الذات. وانطلاقاً من هذه الشخصية العامة والمعروفة التي ",كرّست نفسها لعائلتها وللقضايا الإنسانية حول العالم",، سيكتشف القارئ قربها منه ومن الشخصية العادية بكل ",آمالها ومخاوفها وحسراتها",، والتي ستلهمه الشجاعة والقدرة على المثابرة في التصدي للصعاب، وعلى مواجهة الأخطاء.
فمن خلال الحدث الإستثننائي الذي ستتعرض له ",كارول",، إذ تقع ضحية تفجير إرهابي في باريس، تفقد على أثره الذاكرة، ستتمكن الكاتبة من طرح جملة من المواضيع.
تبدأ بطلة القصة رحلة صعبة وقاسية لاسترجاع ذاكرتها ومعرفة هويتها. وبالطبع لن يتم لها ذلك إلا بالعودة إلى الماضي، واستعادة صوره ومعرفة سياقه وتقييم نوعية علاقاته، إبتداء من أحداث طفولتها، إلى تفاصيل علاقاتها مع أولادها، ومع الشخص الذي أحبته. وهذا ما سيسمح لها بعملية إعادة تقييم شاملة لهذه العلاقات، وبتحليل الأهداف والنهايات التي وصلت إليها، مما سيمّكنها من معرفة الأهمية الفعلية التي توليها للأشخاص والأشياء، لتتصرف في النهاية على أساسها، فتتعامل بشكل مختلف مع محيطها ومع المقربين إليها، وتستعيد كرامتها وحبها الضائعين. دعوة إلى إعادة التقييم والبحث الجدّي عن الجوهري والفاعل في حياة المرء، ومحاولة استرجاعه قبل فوات الأوان.
رواية جميلة لا تحرّف الواقع، بل تدعو إلى التحّلي بالشجاعة والصمود في مواجهة الذات أولاً، والصعاب ثانياً، بكل الحب والتسامح اللذان هما عصب الحياة.