وصف الكتاب
عمرو بن العاص داهية من دهاة العرب. وصاحب رأى وفكر, وفارس من الفرسان, أرسلته قريش إلى الحبشة ليطلب من النجاشى تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارا من الكفار وأعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشى ورده خائبا. دخل الإسلام قبل فتح مكة, وقدم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين فاستبشر المسلمون بهم لما كان لهم من بلاء فى مقاتلة الإسلام انقلب بلاء فى النود عنه. كانت أولى المهام التى أسندت له عقب إسلامه, حينما أرسله الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليفرق جمعا لقضاعة يريدون غزوا المدينة فسار عمرو على سرية (ذات السلاسل).
بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفى خلافة أبى بكر رضى الله عنه قام بتوليه أميرا على واحد من الجيوش الأربعة التى اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها, فأنطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مجاهد, ثم وصله مدد آخر فأصبح عداد جيشه سبعة آلاف وشارك فى معركة اليرموك مع باقى الجيوش الإسلامية.
بعد أن توالت انتصارات وفتوحات عمرو بن العاص فى الشام, توجه إلى مصر ففتحها على يديه وتولى حكمها فى خلافة عمر بن الخطاب وبنى مدينة الفسطاط وبنى أول مسجد فى مصر وافريقيا وظل واليا على مصر طيلة فترة خلافة عمر بن الخطاب... ثم عزله عثمان لكنه عاد إليها فى خلافة معاوية وظل فيها حاكما وواليا حتى وفاته عام 43 هجري..
كانت آخر الكلمات التى انطلقت من فمه قبل وفاته (اللهم أمرتنا فعصينا.. ونهيتنا فما انتهينا.. ولايسعنا إلا عفوك يا أرحم الراحمين), وقد كانت وفاة عمرو بن العاص فى مصر هذه البلد الذى فتح عليه يديه, وشهد ازهى عصوره عندما كان واليا عليه.
وتقرأ فى هذا الكتاب الكثير من المواقف عن دهاء عمرو رضى الله عنه, والحكايات الشهيرة, وكذلك الرد على الافتراءات التى قيلت عنه فى إحداث الفتنة وحرق مكتبة الإسكندرية.. وتقرأ عن الفتنة التى حدثت بعد مقتل الخليفة عثمان بين الإمام علي ومعاوية ومشاركة عمرو فيها وانضمامه لفريق معاوية.. وأحداث كثيرة شاهدها عمرو طيلة حياته الطويلة تشاهدها أنت الآخر معنا. إنه كتاب جدير بك أن تقرأه وتدعو غيرك لقراءته اكثر من مرة وتزين به مكتبتك الخاصة بعد ان زينت به عقلك وفكرك.