تتناول الكاتبة المميزة في روايتها هذه، التطورات المفاجئة التي تطرأ على حياة أربعة أشخاص، نتيجة حدث مأساوي كبير حصل في سان فرانسيسكو، وهو الزلزال المدّمر الذي ضرب المدينة، وحّول قاعة ريتز كارلتون المتلألئة والفخمة، والمزّينة بالفضة والكريستال، إلى حطام. حدث ذلك قبيل منتصف الليل، وتزامن مع الحفل الخيري الذي ...كانت تحضره مجموعة من المشاهير داخل هذه القاعة. تتأرجح الغرفة، ويتكسر الزجاج، ويخيم الظلام، وتتناثر الأشلاء. وينجو من الكارثة، أربعة أشخاص غرباء عن بعضهم البعض: سارة، زوجة رجل الأعمال الناجح، وميلاني نجمة الغناء, وإيفريت، المصور الصحفي والمراسل الحربي السابق، وأخيرا الأخت ماغي الراهبة المؤمنة.تُصّور الكاتبة تقاطع حياة هؤلاء الأشخاص، جراء الزلزال، وخلاله، وبعده. فتأخذهم ذريعة، لتكشف ستر العوالم المختلفة وتناقضاتها الأساسية، من حياة البذخ والثراء، إلى فوضى المستشفى الميداني، ومن نمط التعاطي الفردي إلى التطوع البطولي والجماعي.
كلٌ من هذه الشخصيات ستتغير حياتها جذريا، نتيجة تأثير هذا الحدث الإستثنائي، والذي خلق لديها ردود أفعال إستثنائية. تكتشف الزوجة سارة الجريمة والخيانة، ومعها تكتشف أن في داخلها قوة دفينة لم تكن هي نفسها على علم بوجودها. ميلاني المغنية سوف تضع لسنوات طاقاتها كمتطوعة في خدمة مخيم اللاجئين. وإيفريت المصور يعيد بناء حياته المحطمة، نتيجة تأثير الأخت ماغي الراهبة المعطاء، والتي لا تتردد في تعريض حياتها للخطر نجدة للآخرين.
وباقتراب الذكرى السنوية للزلزال، يقوم كل شخص منهم بتقييم تحولاته التي نتجت عن المأساة، ليكتشف كم هي إيجابية.
أيجب أن تحدث الكوارث في حياة الإنسان، كي يكتشف ضرورة إعادة تقييم طريقة حياته، وتقويمها، والبدء من جديد إنطلاقاً من مفاهيم أكثر إنسانية؟
رواية مشوقة بأحداثها وشخصياتها، تفتح زوايا الأمل والتفاؤل بحياة أكثر حبا وإنسانية.