تضيف الروائية الأميركية الشهيرة التي تتصدر كتبها لائحة ",الأكثر مبيعا في أميركا",، هذه الرواية إلى كتبها المتعددة، وتبقى في نفس النمط الكتابي الممتع والقصصي ذو الأبعاد الإنسانية والرؤية التحليلية الدقيقة لطباع الشخصيات والتركيبة المدروسة للأحداث ودلالاتها التي تخدم مسيرة هذه الشخصيات، في إطار عام لا ينقصه المفهوم العام الشامل ...لطبيعة الحياة وأحوالها.منذ خمس سنوات توصلت ",ماكسين", وزوجها السابق ",بلايك",، إلى طلاق حبّي، غريب في طبيعته، بعد زواج أثمر ثلاثة أولاد لا تنقصهم محبة الوالدين المنفصلين. بلايك رجل أعمال ناجح ذو شخصية برّاقة، يبحث عن المغامرات والتسلية والرحلات حول العالم، وتحيط به على الدوام مجموعات من الفتيات الشابات والجميلات فـ",غالبا ما تكون هناك نساء برفقة بلايك حين يرى الأولاد. إنهن دوما نساء شابات",. هو من النوع الذي ",لا يستطيع التواجد دائما، لأي كان. كان هكذا حتى قبل أن يجني كل ذلك المال. لقد أصبح أسوأ حين باتت لديه الوسائل لتدليل نفسه. لطالما وُجد رجال مثله في العالم. في الأيام الغابرة، كانوا يصبحون بحّارة ومغامرين ومستكشفين. ربما ترك كريستوفر كولومبس مجموعة من الأولاد في المنزل. هناك بعض الرجال الذين لا يستطيعون التصرف كأزواج وآباء عاديين",.
أما ماكسين فتعيش مع أولادها في مانهاتن شغوفة بمهنتها كطبيبة نفسية. وتتخذ حياتها توجها جديدا وطعما مختلفا، حين تباشر علاقة غرامية مع ",تشارلز", الطبيب الذي يملك كل ما ينقص بلايك، فهو الشخص المتفهم والناضج والمسؤول.
وانسجاماً مع رؤية الكاتبة الدائمة، فإن أحداثا خارجة عن إرادة الأشخاص، ستتدخل لتغيير مسيرة الناس ومصائرهم. فالزلزال الذي يحدث بالقرب من إحدى منازل بلايك، يترك العديد من الأطفال المشردين المحتاجين للمأوى. يؤثّر هذا الحدث المأساوي بعمق في شخصية بلايك، ويدفعه إلى تغيير توجهه وتعاطيه ويذّكره بالأساسي والأهم. ستزلزله المأساة وتدفعه إلى اتخاذ خطوات عملية إنسانية لمساعدة المتضررين ويشعر بالحاجة أن تكون ماكسين إلى جانبه من جديد.
ما الذي ستختاره ماكسين؟ فـ", تشارلز كل ما يجدر بها أن ترغب به، لكن..", ما الذي تريده فعلا؟ وهل يتمكن بلايك فعلا من تغيير طريقة حياته وطباعه ويتخلص من طبعه ",النذل",؟ لا بد أنه ",لا يزال نذلا، لكنها تحب ذلك فيه..",.
رواية مشوقة وسلسة فيها الكثير من الواقعية بالرغم من واقعها الخاص، تبحث شخصياتها عن الانسجام مع ذاتها ومع غيرها، طامحة إلى إرساء نوع من السعادة الممكنة.