وصف الكتاب
جدلية الثقافة وسلطة العادات والتقاليد، أو البنى الذهنية للمجتمع في نسخته العربية، مكونان من مكونات سلطة خطاب النص في رواية «صالح النجدي وزهراء الجنوبية» للكاتبة السعودية فاطمة بنت السُّراة التي بدت كمن تدرس الواقع الاجتماعي والبنية السردية في علاقتهما السردية ولهذا قدمت هنا تجربة روائية مهمة سوف تشكل صنيعاً روائياً ...جديداً في السرد الروائي للبيئة (المحلية)، من حيث الموضوع والبناء واللغة والرؤيا وعوالم السرد.. فتبرز في الرواية الهيمنة الذكورية والنظرة إلى المرأة من منظور بيولوجي تكون فيه هي الضحية، في حال انتفى عنها هذا الشرط، حيث أبعدت ",زهراء", عن عائلتها إلى قريتها في الجنوب وسُلبت ابنها الرضيع فقط؛ لأنها لم تستطع أداء واجبها الزوجي! من هنا تطرح الروائية من خلال ركام من الأحداث والوقائع الروائية مسؤولية مجتمعية عن مثل هذه الحالات: ",من المسؤول عن مثل هذه الحالات؟ كيف يغفل المجتمع عنها، كيف لا يجد شخص فقد الرحمة من يوقفه ويحاسبه ويعيده إلى جادة الصواب والحق",. حيث ينكشف السرد عن أب ما يزال على قيد الحياة.. يملك سعة من المال والثروة.. ولا ينقصه الأهل والبيت، يلقي بولده إلى دار رعاية الأيتام، بعد أن ألقى بأمه إلى حضن القدر المجهول؟
قدم للرواية بقراءة نقدية الشاعر والناقد صالح أحمد كناعنه ومما جاء فيها: ",... إننا أمام عمل روائي مميز.. اجتهدت فيه الكاتبة أن تكشف لنا ملامح من عبث الحياة وعبث الواقع، في ظل الزحف المادي، وطغيانه على حساب الروحانية، لتخلق واقعاً مشوهاً، عبثيَّاً... إنها رواية إنسانية بكل معنى الكلمة.. بحيث جعلت الروح الإنسانية الحقيقية الصادقة النقية.. تنتصب وتقوى لتستمر.. بلا تراجع أمام قوى المادية والعبثية.. إنها رواية تحمل سمات تيار الوعي في الرواية.. وهي خطوة تُحسب للكاتبة بقوة.. أتمنى للأخت الكاتبة المبدعة فاطمة بنت السّراة مزيداً من التألق والنجاح",. كما قدمت الكاتبة كلمة عن صالح النجدي وزهراء الجنوبية ومما جاء فيها: ",كانت أول رواية تسكنني شهراً كاملاً دون أن يسقط حرف واحد منها على الورق الذي أعددته بصبر الكتابة.. مناسبة الرواية كانت خبراً من سطرين في جريدة محلية، مفاده تهنئة الشاب إ. ص بفرحتين: ترقيته من الرتبة العسكرية كذا إلى الرتبة كذا. وثانيهما وأهمها اعتراف جدته – أعتقد وقت احتضارها – بوجود أُمه على قيد الحياة.. أكلني الخبر القصير شهراً كاملاً معنىً وحرفاً، بداية وخاتمة، وقام خيالي برسم أبطال لا أظنهم في عَالَم صاحب الخبر، تحكّموا في إرادتي وقلمي وأعصابي دون رحمة (صالح وعمته الحنون سلمى، وزهراء أمه التي أقعدها المرض عن أداء واجبها الزوجي، فأُبعدت إلى قريتها في الجنوب محرومة من رضيعها الصغير). إلى أن انسابت الحروف بعد شهر طويل مطراً دون توقف لثلاثة أيام متواصلة دون نوم، ودون جامعة!...",.