وصف الكتاب
منذ عتبة العنوان الأولى «بَرْدَهَا لم يَأْتِ من النَافِذَةِ» تبني الكاتبة فاطمة بنت السُّراة عالمها الروائي على علاقة صفة وموصوف، يضطلع بدوره كموجهٍّ دلالي، يقف على عتبة النص؛ أما الذات الأنثوية في الكتابة، المتخفية خلف خطاب النص، فهي محاورة لبقة، وذكية في انتقاء العلاقات الدلالية والإشارية وتوظيفها داخل النص، وتقدير ...مدى ارتباطها بثيمة النص المركزية ",المرأة", وبذا تكشف الكاتبة عن مقدرة على قراءتها وتأويلها وسردنتها، بما يتلائم مع نصها واتجاه الرؤية فيه...في هذه الرواية ترصد الكاتبة حياة مجموعة من الفتيات الشابات داخل أسوار الجامعة وأسوار الحياة، في مسارات متقاطعة، متوازية، ومتعاكسة أحياناً، في الرغبات والطموح والنظرة إلى المجتمع والحياة؛ وبهذا تشغل المرأة موقعاً محورياً في هذا العمل، ولكنها ليست أي امرأة، فهي هنا، حرّة، طموحة، ومثقفة، قادرة على اتخاذ القرار، تقيم مع الأسرة والرجل والمجتمع علاقات متكافئة، ولذا فهي امرأة عصرية تعيش العصر بكل ثقافته، وترغب بالحبّ والصداقة والحنان معاً.
من أجواء الرواية نقرأ:
",لا شيء كخبراتنا، وقصصاً نرشفها من الحياة.. والكتب.. والفطرة السليمة.. من ممارساتنا اليومية، ووجوه من حولنا.. من ماضينا وحاضرنا.. نختزنها في أعماقنا لتصارع قصصنا الأخرى الكامنة في سكون منذ صبانا والطفولة.. وسيد قلبه فقط من يفهم ويتعظّ. مَنْ - مِنّا - سيّد قلبه؟ لوجوهنا.. أقنعة كثيرة تظهر وتختفي على فترات، والقناع الوحيد الذي يُلائمك قد تكون - أنت - المتسّبب في تأخير ظهوره.. عليك...