وصف الكتاب
«الثوب والحديقة» مجموعة قصصية طويلة للكاتبة فاطمة بنت السُّراة تضم المجموعة ستة قصص هي: ",اثنان في الذاكرة",، ",للحياة عودة",، ",قبطان أسود",، ",الثوب والحديقة",، ",لا يرى",، ",هناءْ",. قدم للمجموعة بكلمة الناقد الفلسطيني صالح أحمد (كناعنه) ومما جاء فيها: ",فاطمة بنت السّراة كاتبة أثبتت نفسها ورسخت قدميها في عالم القصة والرواية... إنها ...كاتبة تعرف ما تريد.. فهي لا تحفل كثيراً بالقالب والأسلوب.. أو بالتنميق والزخرفة اللغوية والمحسنات.. ولا تلهث في طلب الصورة البراقة والتعابير اللافتة.. كذلك لا تلقي بالاً للمذهبية الأدبية.. بل تجعل جل همّها يتركز في الإنسان: معاناته، أحلامه، أفراحه، واقعه الداخلي والخارجي.. طموحاته ونفسيّته، قدرته على التّكيُّفِ مع تقلبات الزمان، وتغيّرات المكان، وحيثيات الظرف. (...) إننا أمام قاصّة متمكّنة.. تمتلك قدرات تحليلية وتعبيرية وتصويرية راقية.. كما تمتلك حساً إنسانياً ووعياً فكرياً ومجتمعياً عظيماً.. وهي تعتبر الأدب رسالة إنسانية وفكرية قبل كل شيء.. لذلك نجد شخوصها قريبين منا من عالمنا وشعورنا.. ما يجعلنا نتماهى معهم.. ونحس بهم...",.وعود على بدء، نقرأ في قصص فاطمة بنت السراة إعطاء الشخصيات الروائية فسحة نصية هامة للبوح والمكاشفة، تحلل نفسها بنفسها، وتكشف عن نوازع نفسيتها، وعلاقاتها الاجتماعية، فالحوار الداخلي كما في قصة «الثوب والحديقة» يمكن النظر إليه باعتباره تقنية تعبيرية هامة في التقديم والعرض، أعطى هامشاً وارفاً للشخصية كي تنفعل وتناجي نفسها، لذلك يمكن اعتبار هذه القصة بحق نموذج قصة الحوار الداخلي بامتياز، وذلك راجع إلى ارتداد مجمل العبارات للشخصية البطلة إلى مهاوي الذات، ومناجاة النفس، وفي هكذا حال لا بد أن يكون النتاج الأدبي (القصصي) المترتب على هذا النوع من التعبير على قدرٍ كبيرٍ من الصدق والإحساس وبخاصة عندما يصدر عن امرأة سواء أكانت كاتبة أم مكتوبة. لنقرأ هذا المقطع:
",... وحيدة، تُهاجمني الصور بلا عضيد، تلهبني ذكريات مُتخمة بالألوان والضحكات والمواقف، فأتذبذب بين: الرجاء واليأس، الرفض والقبول، الصبر ورغبة الأهل، الحزم من قلب بدأ يصحو من جديد. (...) في داخلي: تومض الحقيقة وتنطفئ، يومض الكبرياء وينطفئ، تومض أيامي معك وتنطفئ، يومض ربيع العمر وينطفئ، آه ما أقسى نهايتي معك يا سالم!.. لم تعد لي قُدرة على المقاومة، أهلي، عقلي، كرامتي، انتفاضتي الأخيرة من وَجَعك يا سالم، يكفيني عامان وستة أشهر مصلوبة على جدار الانتظار، الوداع يا سالم",.