وصف الكتاب
",..إن موضوع الفلسفة الحقيقي والذي نعنيه جيداً، هو الفلسفة ومشكلاتها، أي القدرة على تحويل مشاكل العصر وهموم المجتمع إلى فلسفة، لكي تتمكن الفلسفة من معالجة ذاتها، وهذا لأن الفلسفة تعي ذاتها أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم، وهذا يعود في الأصل إلى طبيعة الفلسفة عينها، التي هي دوماً منشغلة بالبحث عن ذاتها، وعملية البحث هذه هي عملية ثمينة، عملية تفرز، أثناء صيرورتها، تيارات وأفكاراً نافعة للبشرية، وتساعد على قيام الحضارة، وهكذا دواليك. إن مشكلات الإنسان، هي نفسها مشكلات الفلسفة، وحين تتمكن الفلسفة من حس الإشكال، تنتقل إلى إشكال آخر، في وجه جديد، وبمعطيات جديدة، لأن الحلول الفلسفية تقضي على الجذور التي نشأت منها، وعليه فالفلسفة لا تزدهر إلا في ظل وجود مشاكل، لأن هذه الأخيرة بمثابة وقود لها. والأزمات الإنسانية، إنما هي جزء من الروح الفلسفية، والمطلوب منا هنا هو تفعيلها فلسفياًن إلى أن يكتمل البناء، وهذا البناء، في اعتقادنا، مقتبس من بناء الفلسفة لذاتها، وهي تعمل على بناء هرمها عبر التاريخ، من خلال البحث عن إيجاد حلول للإنسانية، إذن الفلسفة تنتهي مع انتهاء ما يفرزه الإنسان من أزمات، وما يواجهه من ما هو خارج عن نطاقه، وهذا لا يحدث إلا بنهاية الإنسان، التي تؤدي إلى نهاية الفلسفة",.