يقصد بالدراسات الإنسانية أو الإنسانيات سلوك الإنسان في المجتمع الذي يعيش فيه، وأسلوبه في الحياة وتطويره فكراً ووجداناً وذوقاً. وبعبارة أخرى الدراسات التي تؤدي الى فهم حياة الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه وسلوكه وتجاربه الإنسانية بما يؤدي الى توسيع معلومات الفرد وثقافته العامة وتنمية قدراته العقلية وتزويده باتجاهات عقلية سليمة، والتكيف بنجاح في أي وسط يحل فيه أو عمل يقوم به.

وتؤكد الدراسات الإنسانية على أن الإنسان هو المخلوق الفريد في الطبيعة، وأنه قادر على السيطرة على نموه البدني والعقلي والتكيف للظروف المختلفة وهضم كل تغير وتقبل كل تجديد، كما تجيب هذه الدراسات على الأسئلة الأساسية المتعلقة بالوجود، وتكتشف الأنماط المختلفة للحياة، وتحقق المتعة للأطلاق الخلاق للعواطف وتنمية التذوق والسمو بالمشاعر وإشباع خيال الفرد وتمكينه من التعبير عما يجول في خاطره والتنفيس عن توتره الداخلي. وعلى العموم فإن الدراسات الإنسانية تنمي ثقافة الفرد حيث تبني الإنسان وإنضاجه من كافة النواحي وتطوير سلوك الفرد وتصرفه في الحياة الى ما هو أفضل. ويتناول هذا المعجم المصطلحات الأساسية التي تتعلق بموضوعات الدراسات الإنسانية وهي اللغة والاداب والتاريخ والفلسفة والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والأوبرا والتعبير الحركي وكذلك السينما والراديو والتلفزيون والفيديو، ولم يتعرض تعريف الأربعة مجالات الأخيرة الى جوانبها التكنولوجية بل اقتصر على جوانبها الإجتماعية والسيكولوجية.

وموضوعات الدراسات الإنسانية التي تعرض لها المعجم هي أقرب الى الفنون منها الى العلوم، ولذلك لا يدخل ضمن هذه الموضوعات العلوم الإجتماعية كعلم الإجتماع وعلم النفس والتي تدخل في مجال العلوم بما تتبعه من مناهج وقواعد مسلم بها، كما لا تتناول هذه الدراسات العلوم الطبيعية المتصلة بالإنسان كدراسة الإنسان من الناحية الفسيولوجية أو البيولوجية. كما اقتصرت المصطلحات التاريخية على فلسفة التاريخ وليس التاريخ نفسه إذ يحتاج لمعجم مستقل لطول مادته التي تغطي مختلف الأقطار والأزمنة. كذلك تضمن المعجم المصطلحات المتعلقة بنشر الثقافة من مطبوعات ووسائل سمعية وبصرية.

وفيما يتعلق بالمنهج الذي اتبع في إعداد المعجم فقد روعيت بعض الاعتبارات الهامة في إعداده حتى يقوم على أسس علمية سليمة، ومن هذه الإعتبارات: روعي في اختيار مصطلحات الدراسات الإنسانية أن يكون للمصطلح معنى خاص في هذه الدراسات، ويتكرر استخدامه بحيث يقابله غالبية المستغلين بهذه الدراسات. كما استبعدت الأفعال والصفات والجمل وأسماء المنظمات المختلفة. تمّ اختيار المصطلح العربي الأدق في الدلالة لغة، وكذلك الذي يكون أكثر المصطلحات شيوعاً وتداولاً. وضع لكل مصطلح تعريف مناسب كي يحدد دلالة اللفظ على المعنى المقصود، فيرتفع بذلك أي أبهام، كما روعي في تعريف المصطلح توضيح معناه الفني لا اللغوي، وتم الرجوع في تعريف المصطلحات الى كثير من المعاجم والمراجع المتخصصة. وقد أدرج في نهاية المعجم كشاف فرنسي وآخر عربي لتسهيل الوصول الى أي مصطلح في اللغات الثلاث: الإنجليزية والفرنسية والعربية.