علم النفس الصحة هو مجال واسع من حيث التدريس والبحث والممارسة، حيث يدرس في مستوى المرحلة الجامعية والدراسات العليا، حيث يدرس فيه موضوعات كثيرة أخرى مرتبطة بالصحة. كما تأخذ بحوث علم النفس الصحة أشكالا عديدة، يتوقع الطلبة الجامعيين من فريق العمل الأكاديمي في كثير من الأحيان القيام بإجراء بحوث ومشاريع علمية حول موضوعات تتعلق بعلم نفس الصحة بهدف تطوير واختبار النظريات واستكشاف مجالات جديدة. هذه البحوث كثيراً ما تستخدم مباشرة في الممارسة، مع برامج التدخل التي تهدف إلى تغيير العوامل التي تساهم أو تحد من مشكلات الصحة.

ويهدف هذا الجزء الثاني من كتاب علم نفس الصحة الإكلينيكي إلى تقديم رؤية حول بعض الموضوعات الرئيسية في علم النفس الصحة والتي تحدثنا عن قسم منها في الجزء الأول. وسوف نركز هنا أيضاً على النظريات النفسية التي تدعمها إضافة إلى نتائج البحوث العلمية في هذا المجال. كما تستخدم نظرية التعلم مع التركيز على النظريات الاجتماعية والإدراكية مع التركيز على المعتقدات والمواقف وعلى مراحل التغير والتقدم العلاجي، وآليات صنع القرار مع تسليط الضوء على التكاليف والفوائد ودور تحليل واختبار الفرضيات المختلفة المتعلقة بالصحة والمرض.

لذا، يأمل المؤلف أن يكون هذا العمل مادة علمية مفيدة في مجال علم نفس الصحة الإكلينيكي، ينتفع منها الطلبة والباحثين وأصحاب الاهتمام من الأسر والمؤسسات الرعاية الطبية والصحية، والعاملين في مجال الرعاية الطبية، علّها تكون عوناً لهم في التوصل إلى أفضل فهم لهذا لتلك العلاقة بين الجسم والعقل الذي لا زلنا لا نعرف عنه الكثير.