وصف الكتاب
الخريطة السياسية للمعارضة كتاب صادر عن دار الحكمة في لندن والتي قد وصفته في غلافه الأخير ",... ببحث وثائقي يؤرخ مرحلة سياسية مهمة، إن لم تكن الأهم من تاريخ العراق السياسي الحديث. يعدّ هذا الكتاب مرجعاً مهماً لكل من يهتم بالشأن العراقي بوجه عام والمعارضة العراقية على وجه الخصوص", والكتاب هو لمؤلفه شمران العجلي. إلا أن الدكتور هيثم غالب الناهي وعند اطلاعه على هذا الكتاب وجد بأن هناك أحداثاً كثيرة يجب التوقف عندها، إما لمعرفتها ببعض أحداثها عن قرب، أو لتوفر المعلومات التي تدحض مقولة العجلي فيها لتثبيت الواقع وتحفظ التاريخ بلا هوى وجفاء للباحث والمشتاق لدراسة الحقبة التي دوّن لها الكتاب.
لذا كان للدكتور هيثم الناهي وقفات على صفحات هذا الكتاب الذي هو بين يدي القارئ، وهي محطات نقدية لمتن كتاب الخريطة السياسية للمعارضة العراقية من حيث مصادره وأسلوبه وحِقبهِ التاريخية وأبطالها، ليستنتج صاحب ",خيانة النص", في النهاية، الهدف المبطن لمثل هذه العناوين.
يضع الدكتور هيثم غالب الناهي كتاب ",الخريطة السياسية للمعارضة العراقية", ونصوصه موضع قراءة نقدية أي موضع التحليل للنصوص التاريخية المستقاة إما من مصادر أشار إليها الكاتب؛ أو من خلال ورود النص دون إشارة لمصدر، ولعدم قناعته المنظومة الإدراكية المعرفية للقارئ لفقدانه وحدة الفهم المطلقة، إذ من خلال تحليل نصوصه وإثبات الحسن ورفض الغث يحاول الناقد إعادة صياغة الحدث من خلال النص وتصحيح النص التاريخي ليأخذ موقعه الذاتي في طرح الخطاب السياسي التاريخي المصبوغ بصبغة منهجية علمية، مع حرص الناقد على عدم الدخول ضمن التحليلات النفسية إلا بقدر مناقشة النصوص التاريخية والحوادث المشبعة ضمن السياق التاريخي وأصله، فالقارئ دون أدنى شك، سوف يجد بأن الناقد ينتقل في دراسته النقدية من حالة فلسفة النصوص واكتشاف الأضداد إلى حالة رفض النص المتعلق بالحدث ضن الأسس التي تتسم بمصداقية الدلالة المنهجية، وذلك لغرض علاج النص بالنص، مع المحافظة على الخواص الأصلية للحوادث وعناصرها الأخرى المترابطة مع ذاتها.