هذا بحث أكاديمي جاد وعميق عن القصيدة السياسية في شعر الشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري، وقد سبق لعدد من الباحثين اليمنيين وغير اليمنيين أن تناولوا القصيدة السياسية في شعره بيد أن هذه التناولات اقتصرت في أغلبها على أبحاث ومقالات قصيرة لا تمكن الباحث من الانطلاق في استكناه أغوار بحثه أو اصطناع أي منهج علمي ينير طريقه ويساعده على النفاذ إلى الدلالات والرؤى التي قامت عليها القصيدة السياسية.

كانت القصيدة السياسية في شعر الزبيري، أو بالأصح الجانب الأعم في شعره الوطني يتطلب باحثًا أكاديميًا متمرسًا على المناهج الأدبية ليعطي من وقته وثقافته ما يمكنه من مقاربة هذا الشعر ومن السهر على اكتشاف رؤاه الموضوعية والفنية. وقد قيض الله لهذه المهمة أكاديميًا شابًا هو الباحث فارس البيل الذي عكف على قراءة شعر الأستاذ الزبيري ناقدًا ومحللًا ومستعينًا بشتى الآراء والأحكام التي صدرت بشأن شعره سواء منها الصائبة أو الخالية من الصواب، العلمية أو العاطفية، وخرج من ذلك كله بهذه الدراسة التي لا أبالغ إذا ما قلت أنها الأهم في كل ما قدمه الباحثون عن شعر هذا الشاعر الذي نجح بالشعر وحده في أن يحطم مملكة الطغيان...

لقد نجح الباحث فارس البيل في استقراء القصيدة السياسية عند الأستاذ الزبيري متجاوزًا بهذا الاستقراء كل ما سبق نشره في هذا المجال من دراسات قصيرة ومطولة، ومن أبحاث أكاديمية وغير أكاديمية.

أ. د. عبد العزيز المقالح