إن علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك الإنساني دراسة علمية باستخدام الأدوات والمفاهيم والمقاييس والمناهج والطرق المستخدمة في العلم ويقصد بالسلوك جميع ما يصدر عن الفرد من مناشط. وعلم النفس كغيره من العلوم يسعى لبناء نسق من النظريات التي تفسر الموضوعات التي يدرسها الدكتور عبد الرحمن عيسوي يصحبنا في هذا الكتاب كي يعرفنا على ماهية علم النفس ومدارسه ومناهجه حيث يلقي الضوء على مشكلات الفرد المعاصر ونظرة علم النفس إليها. فمن معرفة سلوك الفرد يمكن معرفة قدراته وميوله وذكائه واستعداداته مما يساعد على إصدار الحكم أو وضع القانون العام الذي يفسر ما يصدر عن الإنسان من سلوك.

كما يبحث المؤلف مشكلة الانفعالات إذ يلحظ عدم اتفاق علماء النفس على تعريف الانفعالات أو الخبرات الانفعالية. والانفعال يتضمن استجابات شعرية وأفعال ظاهرية خارجية وأخرى داخلية باطنية ويمكن أن يعرقل أو يسهل استجابات الفرد. كما يتناول مشكلات الذاكرة بشكل مفصل فيشير إلى أن الذاكرة هي الوظيفة التي يمكن بواسطها إحياء أو إعادة حياة الخبرة الماضية مع إدراك الفرد أن الخبرة الحاضرة ما هي إلا إحياء للخبرة السابقة. ويركز المؤلف أيضاً على فهم الشخصية السوية والشاذة إذ يتطلب الحكم على سواء أو عدم سواء فرد أن تحكم عليه على ضوء وما ينبغي أن يتصرف في إطار حدود معينة في ضوء سنه ومكانته ومتطلباته ثقافته حضارته، كذلك يعرض المؤلف بالتفصيل لملامح الشيزوفرنيا ووسائل الوقاية والعلاج ويختم كتابه بدراسة أسباب الانفعالات عند الشباب المصري.