وصف الكتاب
تتميز أجواء كثيرٍ من روايات هاردي بأنها أجواءٌ حزينة كئيبة و جنائزية ما من فسحةٍ فيها لالتقاط الأنفاس وما من فسحةٍ فيها للتمتع بجمال الطبيعة و غالباً ما نرى شخصيات هاردي في حال ٍ من التقلب الدائم فتارةً نرى هذه الشخصيات في القمة و تارةً نراها في الهاوية و هذا ما نجده على سبيل المثال في رواية " عمدة كاستربريدج" The Mayor of Casterbridge , ففي البداية نرى الشخصية الرئيسية في هذه الرواية أي مايكل هينشيرد Michael Henchard شخصاً سكيراً يبيع زوجته و طفلته إلى عابر طريق من أجل حفنة من المال ليشتري به الخمر و بعد ذلك نرى بأن هذا الشخص قد أصبح عمدةً لكاستربريدج .
و كذلك فإننا نرى بأن شخصيات هاردي هي في حال سفرٍ و ترحالٍ دائمين و هذا السفر يواكبه بشكلٍ دائم تغير في الأحوال حيث أن هذه الأسفار تمكن هاردي من وضع شخصياته في مواقع جديدة و أحوالٍ جديدة يمكن للقارئ تقبلها , وهذا ما نراه بشكلٍ واضحٍ جداً في الرواية الكئيبة
" جود المغمور" Jude the Obscure .
و بالإضافة إلى التقنيات السابقة فإن هاردي يفرط في استخدام " الكناية " metaphor و الرمز symbol , حيث نجد الكناية في دورة الفصول في أعمال هاردي مع ما يمثله و يرمز إليه كل فصلٍ من هذه الفصول