وصف الكتاب
التوكل عبادة من أفضل عبادات القلوب، وخلق من أعظم أخلاق الإيمان، وهو منزل من منازل الدين، ومقام من مقامات الموقنين، بل هو من معالي درجات المقربين، بل هو-كما قال الإمام القيم: ",التوكل نصف الدين، والنصف الآخر الإنابة",. والمسلم السالك لطريق الله بحاجة شديدة إلى التوكل، وخصوصاً في قصة ",الرزق", الذي شغل عقول الناس وقلوبهم، وأورث كثيراً منهم تعب البدن، وهمّ النفس، وأرق الليل، وعناء النهار.
وأحوج ما يكون المسلم إلى التوكل إذا كان صاحب دعوة، وحامل رسالة، وطلب إصلاح فهو يجد في التوكل ركناً ركيناً، وحصناً حصيناً، يلوذ به في مواجهة طواغيت الكفر، وفراعنة الظلم. وفي هذه الصفحات يتحدث الدكتور ",يوسف القرضاوي", عن هذه الشعبة العظيمة من شعب الإيمان مبيناَ فضل التوكل، وحقيقته، ومجاله ومتعلقه في فصوله الأولى، أما فصوله الأخرى فتحدث فيها عن التوكل ورعاية الاسباب، التداوي والتوكل، من ثمار التوكل على الله، من بواعث التوكل، غوائق التوكل.
التوكل علاقة تربط الإنسان مع الله. متحرراً من كل عُقد الأرض، وسلطها، من كل فراعنة الظلم، و",قوارين", البغي، و",هوامين", الفساد، و",طواغيت", الكفر.
إنه قوته حين يضعف وأمله حين ييأس، وفسحته حين تضيق عليه الدنيا بما رحبت.
والتوكل يغوص في عمقك أيها الإنسان فينقلك إلى عوالم السمو والقناعة، ويجعلك تستخف بمواقع الخور فيك، ومواطن المهانة.
يجعلك سيد نفسك وقائدها تديرها كما تشاء تستعبدها لا تستعبدك، وبينك وبين حقيقة التوكل عقبات يجب عليك أن تجتازها، هي نفسها التي تفصل بين الاستعباد والانعتاق.
التوكل ليس تواكل إنما اندفاع متزن يحرصه الله وترعاه الشريعة.