هَذا الكِتابُ يَضُمُّ مجموعةً من الدِّراساتِ السِّينمائيَّةِ والمقالاتِ النَّقديَّة، تَتناوَلُ أَعمالَ عَدَدٍ من أَهَمِّ المخرجين العَرَبِ -وأَفْلامِهم- بتركيزٍ خاصٍّ على أَعْمالِ المخرجين الشَّبابِ الجُدُدِ، الَّذين قدَّموا أَفلامًا حقَّقَت الكَثيرَ من النَّجاحِ في المهرجاناتِ السِّينمائِيَّةِ الدَّوليَّةِ، ولَفَتَت الأَنظارَ إِلى ما يَتَمتَّع به هَؤلاءِ المخْرِجون من مَواهِبَ كبيرةٍ. وتتنوَّع موادُّ الكِتابِ لِتشْمَلَ مُخرجين من: مِصرَ ولبنان وسوريَّة وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين والعراق والإمارات، كما تتنوَّع أساليب هؤلاء المخرجين، وتَتبايَنُ، ما بين السِّينما الفَنِّيَّةِ النُّخْبَويِّة، والسينما الشعبية أو سينما التَّيَّار العريض، ويتناول المؤلِّفُ عَدَدًا من أَهَمِّ ما ظَهَرَ من أفلامٍ في العالَمِ العربيِّ خلالَ السَّنواتِ الأخيرة، وذلك في سياقِ تَناوُلِ أَعمالِ المخرجين الذين صنعوها؛ بِغَرَضِ دِراسَةِ أُسلوبِ الإِخراجِ والرُّؤيَةِ وكيف تَطوَّرَت من فيلمٍ إلى آخَرَ. والنَّماذِجُ الوَارِدَةُ في الكِتاب تَجْمَعُ بين السِّينما السَّائِدَةِ والسِّينما الفَنِّيَّة التي تُعبِّر عن رُؤيَةِ المخرج، كما يَعْرِضُ لِنَماذِجَ من المَوْجَة التي عُرِفَت بـ «السينما المستقلَّة»، التي تَنْتُجُ خارِجَ المقاييس السَّائِدَة التقليديَّة في السُّوق. «السِّينما خارِجَ الصُّندوقِ» هي السِّينما الَّتي لا تَجِدُ أَفلامُها -عادَةً- فُرصةً حقيقيَّةً لِلعَرْضِ في شَبكاتِ العَرْضِ التجاريَّة على نِطاقٍ واسِعٍ، والمؤلِّف يَتَوقَّف أمامَ عَدَدٍ من الأفلامِ العَربيَّةِ الحديثَةِ، كَأَمْثِلَةٍ لِلتَّأمُّلِ في مَعالِمِ الأُسلوبِ عِنْدَ مُخرِجيها، واخْتِبارِ ما إذا كانت هذه الأَفلامُ قَدْ عَبَّرَت حَقًّا عن أَفْكارِها من خِلالِ جَماليَّاتِها الخاصَّة، ولَيْسَ فَقَطْ مِنْ خلالِ الطَّرْحِ السِّياسيِّ الاجْتِماعِيِّ؛ فالقيمَةُ الحَقيقِيَّةُ لِلفيلمِ تَظَلُّ في النِّهايَةِ مُرْتَبِطَةً بِإِخلاصِهِ لِلجانِبِ الجَماليِّ وَقُدْرَتِهِ عَلى التَّجَدُّدِ وَمُواكَبَةِ التَّطَوُّرِ الَّذي حَدَثَ في تاريخِ السِّينما مُنْذُ اخْتِراعِها الكاميرا السِّينمائِيَّةِ حَتَّى عَصْرِ الكاميراتِ الرَّقَمِيَّةِ. أقرأ أقل