وصف الكتاب
المقدمة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين.
فإن من نعم الله تعالى عليَّ وله الحمد والشكر ان جعلنا من خدام اهل البيت (ع)وان يكرمنا بعطفه ويجعلنا من السائرين نهجهم والسالكين في خطّهم ودربه الموصل إلى جنان الخُلد.
الخلود النهضة الحسينية جاء من عوامل عدّة بعضها ذاتيّة داخليّة تعتمد على مبادئ النهضة وأهدافها، وكذلك رموزها وأشخاصها، وفي مقدمتهم أبو عبد الله الإمام الحسين (ع) والصفوة الصالحة من أهل بيته الميامين وأصحابه المخلصين(ع) , ولعلّ من أبرز هذه العوامل الخارجية إن جاز التعبير هي المجالس الحسينيّة وخاصة في العشرة الاولى التي تُقام في كلّ وقت ومكان، وهذه المجالس المباركة أبَتْ أن تظلّ واقعة كربلاء موقف او حادث من الحوادث في طيّات التاريخ , بل موضوع وقضية سماوية عابرة للزمان والمكان , ومثل المنبر أقدس المفاهيم وأجملها عند المؤمنين ، هذا المنبر الذي طالما اعتلاه أغلب أئمة الهدى^؛ فأصبح منبراً لذكر المصيبة وإقامة العزاء، وكان أوّل مَن نصب مجلساً على الإمام الحسين× هو جده المصطفى’والإمام زين العابدين× أخذ ينعى أباه، ويعدّد صفاته، ويبيّن مظلوميّته، والناس من حوله تبكي , للمنبر الحسيني دور مهم في عصرنا الحاضر في صناعة الانسان والدفاع عن الدين .
وسنحاول في هذا الكتاب (الطبعة الثانية) ان نقدم دراسة في شيء من المنبر الحسيني في أسلوب الخطابة والاطوار والاوزان الشعرية التي يؤديها الخطباء في رثاء سيد الشهداء× بطريقة جديدة مأخوذة من ذوي الاختصاص واساتذة المنبر الحسيني وتجربتنا مع المنبر اداءً واستماعاً وكما استعنا بعلماء وأساتذة لهم معرفه بعلم الصوت والمقامات وطرق أداء الصوت لذوي الصوت الجميل والمتوسط , وكذلك الذين يتمتعون الا بحظ قليل من جمالية وهو بالطبع ليس له قدرة على أداء كل الاطوار فهناك سبل في من شانها تسحين ال الأداء والصوت , وكما ان هناك نصائح وارشادات وتعريف بالأطوار واوزان الشعر الشعبي و نصائح وارشادات لخطبائنا الكرام الذين نعتبرهم لسان الحق لسان المرجعية الرشيدة والحوزة العلمية والتي هي الامتداد الطبيعي لمدرسة اهل البيت(ع).
اخذنا من سماحة الشيخ عبد الصاحب عودة الواسطي (رحمه الله) طريقة الاطوار والمساحة الصوتية ووضعنا ذلك امام المختص بعلم المقامات والعارف بالأطوار وقسم الاطوار والاصوات حسب الدرجة وما يناسبها من قدرة وقوة صوتية من الدرجة الأولى العادي والثانية المتوسط والثالثة الجيد والذي لديه إمكانية صوتيه لكن قليل الخبرة , ولأجل ان يعرف الخطيب قدرته في أداء الذي يتمكن منه , وهذا العمل شيء بسيط اقدمه الى الاخوة والابناء من الخطباء والمبلغين , وان لا ينسوني ووالدي من الدعاء وكذلك الخطباء الابرار الذين رحلوا الى رحمته ورضوانه تعالى والى جوار سيدهم وامامهم الحسين(ع)
عادل الزركاني
٧ ربيع الآخر ١٤٤٤ هـ