لا شك وأن للمناخ تأثير كبير على العمارة وذلك في كافة أنواع المنشآت وخاصة السكنية منها، وأن غياب التصميم الحراري في إنشاء المباني يعرضها لمشاكل فيزيائية وأضراراً متنوعة تبدأ بالظهور بعد فترة قصيرة من أشغال المبنى، مما يؤدي إلى فقدان الراحة الحرارية من قبل الشاغلين للمباني، فهي غير معزولة حرارياً ومهدرة للطاقة. مما سبق يتضح بأن التصميم المثالي للمبنى يرتكز على مقومات مكملة لبعضها البعض تعتمد على مراعاة التصميم الحراري إضافة إلى التصاميم الإنشائية والجمالية المعمارية، الأمر الذي سيؤدي إلى إنشاء مباني اقتصادية في التشغيل وتتوفر فيها عناصر الجمال والأمان والراحة والديمومة.

لقد تركز حل اهتمام المعماريين في السنوات الأخيرة على عنصري الجمال والقوة في المباني وغاب لفترة طويلة عن بالهم الاهتمام الفيزيائي الذي يتمثل في إيجاد حلول ووسائل وإجراءات عملية مناسبة بهدف حماية الإنسان من المؤثرات المناخية الضارة الخارجية والذي بصدده لم يجد الوفرة من الراحة الحرارية والنفسية الدائمة ولذا غاب التصميم الحراري في إنشاء المباني، وبات ذلك يعرض الإنسان لمشاكل المناخ المختلفة.

سيحاول هذا الكتاب في فصوله المتنوعة أن يجيب على الكثير من الأسئلة التي تخص المناخ والإنسان وتحقيق متعة الراحة الإنسانية وطيب الإقامة في المباني والإشارة إلى الحلول في المباني لحفظ الطاقة... ودراسة الإضاءة الطبيعية مع إهتمام خاص في المناطق الحارة الجافة التي تكون نسبة كبيرة من مساحة الوطن العربي.