وصف الكتاب
ستيفان زفايغ، أديب ومسرحيّ وصحافيّ وكاتب سيَر نمساويّ، يُعدّ من أهم كتّاب زمانه، برَع في كتابة كلّ الأنواع الأدبية.
نحن مدينون له بمُنجز ضخم يتألّف من عشرات الكتب التي بوّأته مجده الرّوائي، إنّه أحد الكتّاب النّادرين الذين جُلّت مكانتهم قيدَ حياتهم، واستمرّت كذلك إلى وقتنا الرّاهن، بفضل طريقته الفريدة في وصف عمق نفسية الشّخصيات وكشف النقاب عن الطبيعة البشرية إعتماداً على كلمات قليلة مُنتقاة.
شكّلت رواية إلتباس الأحاسيس أحد نجاحات زفايغ الكبرى، ويرجع السّبب في ذلك، جزئياً، إلى الموضوع الذي تعالجه ضمن مجتمع محافظ لا تزال فيه العلاقات الشّخصية والحميمة تابوهات لا يُسمح بالحديث عنها، في حين يُفسخُ المجال لعلاقات ",الواجهة",.
رولاند، طالب غير عابئ بدراسته يلتقي بأستاذٍ للأدب، وتنشأ بينهما علاقة قوية يخضع فيها الطالب لأستاذه خضوعاً كاملاً، سرعان ما تتّسم بنوع من الإلتباس حيث يختلط فيها الشّغف بالإعجاب وبالتّبعية؛ وبالموازاة يُقيم رولاند علاقة صداقة مع الزوجة، وهكذا يتقرّب من الزّوجين معاً فيندمج في حياتهما اليومية ويتبيّن له أنّ سرّاً ما يفصل بينهما.
عبر هذا المسار الرّوائيّ، يشعر القارئ بقوة، وسط أجواء من التّشويق والتّوتّر، بإلتباس الأحاسيس الذي يُهيمن على شخصياتِ علاقةِ الحبّ الثلاثية الغريبة هذه، حتّى أنّ سيغموند فرويد نفسه نوّه بالذكاء والسّداد اللّذين نقل بهما الكاتبُ الشّغف والضّيق والخجل والشّعور بالذّنب الذي يشوب هذه الأحاسيس النّاشئة عن الغموض وعمّا هو ممنوع.