وصف الكتاب
كتب ", ستيفان زفايغ ", قبل خمسة اسابيع من انتحاره ", هناك شيء مهم أقوله عن نفسي ، كتبت قصة قصيرة حسب أنموذجي المفضل البائس ، وهي أطول من أن تنشر في صحيفة أو مجلة ، وأقصر من أن يضمها كتاب ، وأشد غموضاً من أن يفهمها جمهور القراء العريض ، وأشد غرابة من موضوعها في حد ذاته ", .
لن يستطيع القارىء أن يتبيّن فحوى هذا الصوت ، ومضمون الرسالة ، التي يريد نقلها الأديب النمساوي ستيفان زفايغ ، ما لم ينته من قراءة الرواية . رواية الدكتوراه ( لاعب الشطرنج ) التي نشرت بعد سنة من انتحار كاتبها ، حتى أنها عُدّت اليوم بمثابة الوصية من ضمن أعماله .
وعن الرواية وعلاقتها بصاحبها المولود عام 1881 في العاصمة النمساوية ", فيينا ", والحاصل على الدكتوراه في الفلسفة عام 1904 ، يبدو لنا رجلاً يبحث عن القيم في عالم يسعى جاهداً لخنقها في الحروب ، فوجد ضالته في السفر ، وربما هذا ما يبرر عتبة الرواية ؛ التي تبدأ أحداثها لحظة انطلاق باخرة تحمل مسافرين من نيويورك إلى بيونس أيرس . الراوي مسافر عادي لا يتم التصريح عن إسمه أو مهنته أبداً ، ولا حتى عن سبب سفره أو وجوده على متن الرحلة البحرية . هو نمساوي يحب لعبة الشطرنج . وهذا ما يدفعه إلى محاولة التقرب من ", ميركو كزنتوفيك ", بطل العالم في الشطرنج ، الرجل الواثق من نفسه إلى درجة الغرور ، والذي سيلتقي على متن السفينة بالسيد ب ، الأرستقراطي المتواضع والأنيق ، والذي لم تكشف الرواية عن شخصيته إلا لاحقاً ، ليتبين لنا أنه كان معتقلاً أثناء احتلال النازيين للنمسا وإننا سنشهد تحدياً بين لاعبين ماهرين أمام رقعة الشطرنج ، ولتعكس اللعبة الصراع بين اللاعبين الكبار الذي كان يدور على الساحة العالمية آنذاك ، بين النازيين والنمسا ، والذي كان ستيفان زفايغ أحد ضحاياه ، عندما اتخذ قراره بالإنتحار احتجاجاً على الحرب العالمية الثانية التي تنسم روائح انفجارها ، وبوادر وقوعها بالقارة العجوز وبلدانها ...