تعتبرهذه المقالات الثقافية رؤية واضحة لمشكلات أدبية وفكرية ولغوية وتربوية مثارة في هذا الراهن العربي الصعب. نشرت هذه المقالات على مدى خمسة عشر عاماً, فجاءت وكأنها سيرة ثقافية: داخلية- خارجية, عامة- شخصية للمشكلات المثارة على الساحة الثقافية والسياسية العربية, من وجهة نظر ثقافية قومية تبحث للعرب عموماً, وللثقافة خصوصاً, عن مكانتهما ومكانهما في هذا العالم المضطرب المعاصر. فقد تم في هذه المقالات تسليط الأضواء على ظواهر سلبية في حياتنا الاجتماعية, وتبيان منعكساتها على حياة الفرد والمجتمع. كما تم في تناول بعض الموضوعات الجمع بين الأصالة والمعاصرة والتمسك بالثوابت القومية والاعتزاز بحضارة الأمة وتاريخها المجيد في جو من الانفتاح على الثقافات الأخرى والإفادة من خبراتها وتجاربها. وثمة إطلالة على التحديات التي تواجه الأمة والمخاطر التي تتهددها في هويتها الثقافة وبنيتها الاجتماعية, فكان التنبيه على هذه المخاطر قوياً وصريحاً, وكان التوجه للتصدي لها هادفاً وملتزماً. ومن العناوين التي يحتويها الجزء الأول من الكتاب: جانب آخر من التلوث، ويبقى العود ما بقي اللحاء، عنزة ولو طارت، وجه آخر للتهريب، الرحيق لا البريق، لو عرف الناس التلاقي، النظرة المتكاملة حل للمعادلة ، التقويم الصحيح، الشهادات والتفكير العلمي، لم تقولون ما لا تفعلون، الفكر والذاتية الثقافية، العلم التعاوني، الموضوعية، صراحة ومسؤولية، الصراع بين الأجيال، رعاية الطفولة وحمايتها، المبادئ الأساسية للتطوير التربوي، التفكير المستقبلي، النفس والجسد، مروءة فارس عربي. هذا غيض من فيض ما يحتويه هذا الكتاب من المقالات التي تبحث عن مكان لها في هذا العالم المضطرب.