وصف الكتاب
الثقافة بمعناها في زماننا تراها الأمم عنوان تحضرها والمظهر الأكمل لمدى رقيها وازدهارها وتطورها، فبقدر ما تسود الثقافة وتعلو وتعدد صورها وأشكالها يكون ذلك برهاناً لرسوخ المدينة والتقدم الإنساني في تلك الدولة، كما نرى في فرنسا واليابان والسويد وكثير من الدول المتحضرة.
كلما سمت الدولة في التطور سمت ثقافتها وازداد اهتمامها بمثقفيها ومبدعيها واتسعت رعايتها وتعمقت لجوانب الفكر والثقافة، قال لي الصديق الشعر زاهر الغافري وهو مقيم في السويد منذ سنوات إنه يتلقى من حكومة السويد سنوياً منحة مالية محترمة وتذكرة سفر لكي يذهب إلى أي بقعة جميلة من العالم يختارها بصفته مبدعاً يحتاج إلى عطلة سنوية للاسترخاء والراحة، ولا علاقة لزاهر بالسويد سوى أنه مقيد على أرضها ومتزوج من إحدى مواطناتها، ولهذا استحق تلك الرعاية الخاصة التي تمنحها الدولة للمبدعين المقيمين فيها. وذلك نموذج للرعاية المثالية التي يلقاها المثقف وتلقاها الثقافة في تلك الدولة التي تعتبر من بين الدول الأكثر رقياً في العالم.
ومن بين النماذج أيضاً ما هو موجود في كثير من الدول، ومنها أمريكا وفرنسا وألمانيا نموذج المنح الثقافية التي تقدم للمبدعين والمفكرين في العالم، وتمتد أحياناً إلى سنة كاملة يوفر فيها لذلك الحاصل على المنحة السكن الراقي الهادئ الجميل والأكل المناسب اللائق مع مبلغ شهري أو يومي لنفقاته النثرية، كل ذلك تقدمه المنحة لذلك الشاعر عن العمل الذي قام به في فترة المنحة، فهو إنما يبدع إذ يبدع في الرسم أو الكتابة لنفسه وذاته وليس لأحد آخر.
هذا غيض من فيض ما كتب الصحافي ",أحمد الفلاحي", عن الثقافة في هذا الكتاب الذي يجمع بين طياته أهم ما كتب في مقالات متعددة الأراضي والمقاصد منها في الثقافة العامة كمقالة الثقافة، المثقف العربي هو المسؤول، ثقافتنا بين الثقافات، ثقافتنا في مواجهة الأعاصير، ومنها في الثقافة العثمانية، باعتباره الكتاب صحافي عماني ساهم في تأسيس الصحافة العمانية المعاصرة، كما ساهم كذلك في تأسيس الحركة الثقافية العمانية الحديثة، ومن هذه المقالات نذكر: حول ثقافتنا العمانية، الثقافة العمانية بين الطموح والواقع، هل نحن في أزمة ثقافية؟ الثقافة ونصيبها المهضوم مع الرياضة.. عود على بدء، الثقافة والشباب.