وصف الكتاب
للقارئ والمتخصص، للطالب والباحث، يأتي هذا الكتاب التعليمي القيم، في طبعته السادسة التي تطورت خلال ربع قرن من البحث والمراجعة والتجربة والخبرة، لماذا علم النفس المعرفي؟ لأن أحداً يعيش في القرن الحادي والعشرين، وخاصة من العاملين في هذا المجال لا بد أن يجد بين يديه هذا المرجع العظيم لما تبلورت عنه مدارس علم النفس المختلفة، وبشكل علمي لا يتنازع عليه خصمان.
إن علم النفس المعرفي لا يعتبر علماً جديداً بالمعنى المطلق لهذه الكلمة، ولكنه يعتبر تنظيماً علمياً، ودليلاً حياً على نظرية عرفت طريقها إلى الظهور منذ مدة ليست بالقصيرة، ولكن هذا الظهور لم يكن بالقدر الكافي لما تحتويه هذه النظرية من أدلة دافعة على أن دراسة النفس الإنسانية دراسة علمية يمكن أن تتم من خلال نفس طرق ومناهج البحث العلمية المعترف بها مع وجود بعض التعديلات البسيطة تنطوي على خصوصية هذا المبحث أو ذلك.
ويمكن للقارئ أن يجد في هذا الكتاب أهم موضوعات البحث العلمي في أهم جوانب المعرفة الإنسانية التي تعتبر آخر نظريات علم النفس من حيث تدخل وتداخل القوالب المعرفية في تشكيل الشخصية الإنسانية، وتفسير أسباب الأمراض والإضطرابات النفسية، والعلاقة بين الجوانب الجسمية والنفسية، وقبل كل ذلك معرفة كيف يفكر الإنسان وكيف ينفعل، وكيف يرى ويسمع ويتكلم ويفهم ويرسل ويستقبل، وقبل كل ذلك ما هي أبعاد ووظائف ذلك الجهاز العظيم الذي يسمى بالجهاز العصبي أو ذاك الحاسب الآلي الرهب الذي لا يستطيع إنسان بمفرده أو مع آخر من صناعة جهاز مثله يحاكي هذه القدرات العظيمة.
فالإدراك والإنتباه والإستنتاج وصنع القرار وبناء اللغة والفروق الفردية للمعرفة، كلها موضوعات جديرة بالبحث وحب المعرفة.
وتأسيساً على ما تقدم، جاء الكتاب في اثني عشر فصلاً وفق ما يلي: الفصل الأول: ",علم المعرفة",، الفصل الثاني: ",الإدراك",، الفصل الثالث: ",الإنتباه والأداء",، الفصل الرابع: ",الإدراك المستند الى التمثيلات المعرفية",، الفصل الخامس: ",تجريد المعلومات في الذاكرة",، الفصل السادس: ",ذاكرة الانسان: الترميز والتخزين",، الفصل السابع: ",ذاكرة الإنسان: الإحتفاظ والإسترجاع",، الفصل الثامن: ",حل المشكلات",، الفصل التاسع: ",نمو وتطور الخبرة",، الفصل العاشر: ",الإستدلال وصنع القرار",، الفصل الحادي عشر: ",بناء اللغة",، الفصل الثاني عشر: ",الفروق الفردية في المعرفية",.
الكتب التعليمية في هذا المجال تميل إلى أن تعتمد بشكل كبير على دراسات تجريبية معينة من التراث النظري للعلم، للتأكيد على التقدم المتنامي في فهم العقل البشري. وهذا الكتاب التعليمي لا يعد استثناءا من ذلك، وعلى ذلك فإن المراجع الموجودة في هذا الكتاب تقدم لنا مقياسا لنمو المعرفة في مجالنا هذا، والرسم البياني القادم يوضح عدد المراجع الموجودة في عقود زمنية مختلفة، ويلاحظ أن التقارير المأخوذة من العقد الأخير (منذ 2010) لا تزال غير مكتملة في هذه الطبقة، وهذه الصورة البيانية تؤكد بشكل رائع على مدى التغيرات التي تحدث في مجال علم النفس المعرفي. فقد بدأت المعلومات في النمو منذ 1950، ومنذ هذا الوقت وهي آخذة في التسارع، ولا أشعر بالحاجة إلى إقصاء المراجع المرتبطة بالدراسات التقليدية والتي لا تزال تخدم هذا الغرض، ومع ذلك، وحقيقة أن معظم المواقع البحثية التي ظهرت بعد الطبعة الأولى لهذا الكتاب، لهي شهادة أو دليل على تدافع وتسارع نمو المعرفة والمعلومات في هذا المجال.