وصف الكتاب
هذا الكتاب عن ",مجتمع أفريقية في عصر الولاة", هو في الأصل رسالة علمية حصلت بها صاحبتها الدكتورة نريمان عبد الكريم أحمد على درجة الدكتوراه في الأدب فرع التاريخ الإسلامي من كلية الآداب جامعة عين شمس.
والكتاب محاولة من المؤلفة لرسم صورة المجتمع الجديد الذي كونه العرب في ",أفريقية", (التي يقصد بها تونس الحالية وما وراءها وليس قارة أفريقية، وكيف اختلف في بنائه الاجتماعي ومؤثراته الحضارية عما سبقه ناحية الدين واللغة والنظم السياسية.
والكتاب بذلك يسد-بأسلوبه العلمي-فراغاً في المكتبة العربية، ويوضح صورة المجتمع الإسلامي الذي بناه المسلمون في شمال أفريقيا على أنقاض الحكم البيزنطي.
وقد انقسم إلى تمهيد وخمسة فصول وخاتمة، وقد تناول التمهيد أحوال ",أفريقية", قبيل الفتح العربي وبعده حتى اختطاط مدينة القيروان. أما الفصل الأول فتناول اختطاط مدينة القيروان، وأهمية موقعها، ومسجد القيروان، والبنية الإدارية والتجارية، والتطور العمراني للمدينة خلال عصر الولاة.
أما الفصل الثاني، فقد تحدث عن الفكر السياسي الجديد الذي أتى به العرب، ونظم الحكم، وفلسفة الكم في الخلافة السنية، وتطور وضع الولاية وامتداد حدودها، والنظم والمؤسسات المتعلقة بالولاية من الدواوين والنظام الإداري والمالي والقضائي والعسكري.
أما الفصل الثالث، فقد اختص بالأحوال الاقتصادية للولاية، وقوى الإنتاج فيها من زراعة ورعي وصيد وصناعة وتجارة، وظاهرة الإقطاع التي اقتصرت على الطبقة الحاكمة من ولاة وعمال وقضاة وكثير من الأسر العربية.
أما الفصل الرابع، فقد تناول الأحوال الاجتماعية للولاية، فتحدث عن عناصر السكان، الذين كانوا يتكونون من عرب، وفرس، وبربر، وأفارقة (عرفهم العرب عند بدء الفتح باسم ",عجم إفريقية", أو",الأفارقة الأعاجم",) وكانوا يستقرون في فاس. كذلك تناول الفصل من عناصر السكان: الروم والسودان أو الزنوج. وتحدث عن البناء الطبقي، ومظاهر الحياة الاجتماعية.
أما الفصل الخامس، فقد اختص بالحياة الثقافية، فتناول القيروان كمركز ثقافي وتحدث عن المسجد، والكتاب والرحلة في طلب العلم، والرباط. كما تحدث عن التعريب، والمذاهب الفقهية، والفرق الدينية، والتصوف، والعمارة والنقوش.
والكتاب بذلك يسد-بأسلوبه العلمي-فراعاً في المكتبة العربية، ويوضح المجتمع الإسلامي الذي بناه المسلمون في شمال أفريقيا على أنقاض الحكم البيزنطي.