وصف الكتاب
يحاول الدكتور ناصر عبد الجواد في كتابة أن يتحدث عن معاناة وأوضاع الأسرى داخل السجون والمعتقلات من منظور آخر، بعيدا عن تلك الأزمات التي يمر بها الأسرى بشكل شخصي أو حتى جماعي. ويعالج الكتاب شيئا من احتياجات الأسرى أكثر من كونه يتناول معاناة فردية، بحيث يتناول قصة وطبيعة حياة هؤلاء الأسرى بكل تفاصيلها ليجعل منهم مجتمعا بأكمله له احتياجاته وعليه واجباته ضمن منظومة الكون التي لا بد منها في ذلك الوضع. الكتاب يحل الكثير من الإشكالات والمعضلات التي تعترض الأسرى في السجون خلال المراحل المتعددة التي يعيشونها خلف القضبان في ظروف استثنائية تختلف عن الحياة العادية التي يعيشها الناس في الحرية، مما يجعلهم بحاجة ماسة إلى ما يسمى ",فقه السجون",، حيث يغلب على الكتاب طابع التأصيل الشرعي لمعظم هذه القضايا، والوصول إلى الرأي الراجح فيها وفق الأدلة الشرعية الواردة في الموضوع وأقوال العلماء، ووفق الخبرة الطويلة للمؤلف في هذه السجون والتي استمرت أكثر من 16 عاما. تنبع أهمية الكتاب من تأليفه داخل السجن أثناء فترة الاعتقال الطويلة للمؤلف الذي جرّب الأسر بكل معانيه وأنهى شهادة تعليمه العالي وهو مسجون. كما تكمن أهميته باعتباره الأول من نوعه لكونه يعد تأصيلاً شرعياً وحلاً شافياً لمعظم القضايا التي تتعلق بالأسرى المسلمين في سجون الكفار بشكل عام، والأسرى في سجون الاحتلال بشكل خاص، وكذلك تأصيل وضع الأسرى غير المسلمين حين يقعون في أيدي المسلمين بعد معركة عادلة.