وصف الكتاب
ثمة حقائق شائعة عن الخطابة، فمعظم الناس يكرهون إلقاء الخطب، ولا يتقنون أداءها، ومن المعروف، أن معظم الحضور لا يتذكرون سوى النزر اليسير من مضمون أي خطبة عادية. ومع وجود العقبات المذكورة، لماذا نستمر إذاً في عرض الأفكار حية في عصر تتوافر فيه وسائل الاتصال عن بعد، كعقد الاجتماعات المتلفزة والبريد الإلكتروني؟
يقول خبير الاتصالات نك موركان، إننا نقوم بذلك، لأن الخطب هي أكثر الأساليب أثراً في الارتباط بالجمهور منذ عهد قدماء الإغريق. ولكن التلفزيون جعلنا نميل إلى استخدام أسلوب عادي وعامي لدى توجيه الحديث إلى جمهور عام. كذلك، فقد نسينا الكثير مما علمنا إياه الإغريق، عن أهمية الشكل والبنية عند إلقاء الخطب. والأمر الأهم من ذلك، أننا فقدنا رابطة الصلة بالجمهور، وهي الرابطة التي يتجاوز دورها استقطاب اهتمام الجمهور، إلى حثه على العمل.
يقول موركان إ، هذه ",الرابطة الحرية", تنشأ من الإصغاء إلى جمهورك بكل جوارحك، وعبر كل شيء، بدءاً من النظر في عيون أفراد الجمهور، إلى مراقبة تعابير وجوههم وإيماءاتهم. وفي كتابه ",قواعد التأثير في المستمعين",، يستمد موركان كفاءته من معين خبرته، التي ترجع إلى عشرين سنة مدرباً ومستشاراً في إلقاء الخطب، ليقدم إلينا أسلوباً جديداً يتوجه به إلى الجمهور عند إلقاء خطبة عامة، أسلوباً يجمع بين أفضل ما في فن الخطابة عند قدماء الإغريق، وبين الدراسات الحديثة في التواصل.
يقوم موركان، عن طريق تقديم أمثلة ممتعة تتميز بدقة الملاحظة، بشرح أسلوب عملي يتألف من ثلاثة أجزاء: التركيز على تطوير المضمون، والتمرين، والإلقاء. وهو أسلوب يهدف إلى جذب اهتمام الجمهور على المستويات العاطفية والذهنية والجسمية كلها. وسيتعلم كل شخص يلقي الخطب، من المبتدئين حتى الخطباء المفوهين، كيف يقوم بالأمور التالية: يعد بإتقان ",رافعة مستوى الحديث elevato r speech التي تثبت الفكرة الأساسية في الأذهان بإيجاز. يعد ",مسار قصة", يشد به الاهتمام. يتمرن تمريناً فعالاً. يؤثر في الجمهور فيدفعه إلى الاندماج في الخطبة. يلجأ إلى استعمال حركات الجسم، التي تحمل المعاني، بغية تعزيز الفكرة الأساسية. يحول شعوره بالقلق والعصبية إلى طاقة وانفعال إيجابيين. يتقن التفاصيل التقنية المتعلقة بالصوت والوقفة، والإيماءة والحركة، عند إلقاء الخطبة.
وسواء أكانت الخطبة موجهة إلى عدد قليل من الموظفين، أن كانت خطاباً رئيسياً مهماً موجهاً إلى حشد جماهيري مؤلف من مئات الأشخاص، فإن أي شخص يستطيع أن يلجأ إلى إتباع المبادئ المذكورة، وذلك بغية إلقاء خطب تطرح تحديات أمام العقول، وتلهب المشاعر في القلوب، وتساعد الجماهير في تغيير العالم، وستجري معالجة كل فكرة على حدة.