يعتبر موضوع الموارد البشرية من أكثر الموضوعات أهمية وإلحاحاً بالنسبة للإستراتيجيين والممارسين الإداريين على مستوى المجتمعات والمؤسسات الإدارية، فقد أصبح مجالاً تتقاطع في تناوله بالدراسة والبحث تخصصات كثيرة خاصة علم الإدارة وعلم الإقتصاد وعلم الإجتماع من خلال عدة تخصصات كالتسيير وإدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي... إلخ.

في السابق كانت المصادر الطبيعية أهم مكونات ثروة الأمم وأهم موجودات المؤسسات، بعد ذلك أصبح رأس المال متمثلاً في النقد والموجودات الثابتة هما أهم مكونات المنظمات والمجتمع، أما الآن فقد حل محل المصادر الطبيعية والنقد والموجودات الثابتة رأس المال البشري الذي يعد أهم مكونات الثروة في المجتمع وأغلى موجودات المؤسسات.

وبدون شك فإن العنصر المادي لا يكفي وحده لتحقيق التقدم، بل لا بد من الإعتماد على العنصر البشري إنطلاقاً من كونه الوسيلة والغاية في نفس الوقت في عملية التنمية، فلا يمكن الحديث عن التنمية دون الحديث عن تنمية الموارد البشرية، ومن ثم فإن تحقيق ذلك يمر حتماً عبر إدارة فعالة لها نظرة إستراتيجية، تكون فيها إدارة الموارد البشرية الشريك الأساسي في رسم معالم هاته الإستراتيجية.

وعليه، فإن تناول الكاتب هذا الموضوع الذي لا يعد من الإكتشافات الجديدة، وإنما يدخل ضمن التأكيد على أهمية المورد البشري في دفع عجلة التنمية والتطور وذلك من خلال متغيرين أساسيين هما: التدريب والحوافز.