بسم الله الرحمن الرحيم
تناول هذا الكتاب تحقيق مخطوط: (حاشية ابن جماعة(ت819هـ) على شرح الجاربردي(ت746هـ) لشافية ابن الحاجب(ت646هـ), الشافية التي شرح فيها ابن الحاجب الجانب الصرفي من كتاب (المفصل), للزمخشري(ت538هـ). ابن جماعة(ت819هـ) عز الدين, لا بدر الدين الجد(ت733هـ). وعز الدين هذا تلميذ ابن خلدون(ت808هـ). وعز الدين أستاذ وشيخ ابن حجر العسقلاني(ت852هـ) لزمه تسعة وعشرين عامًا يطلب العلم على يديه. واشتمل الكتاب على قسمين: القسمِ الأوَّلِ: قسمِ الدراسة. والقسمِ الثاني: قسمِ التحقيق. أمَّا القسم الأول: قسم الدراسة: توقّف فيه المؤلف في التّمهيد على: أوَلًا: أهمية الصرف, أو التصريف, والتعريف بالصرف, والتصريف, والمراحل التي مرّ بها هذا العِلْمُ, بطريقة موجزة. ثانيًا: ترجمة الأعلام الثلاث: ابن الحاجب, والجاربردي, وابن جماعة. وعرض في الفصل الأول: منهج ابن جماعة في (الحاشية). وفيه خمسة عشر مطلبًا. وأمّا الفصل الثاني: فكان (منهج ابن جماعة الصرفي), وفيه مبحثان: المبحث الأول: الأصول الصّرفيّة عند ابن جماعة في (حاشيته): (السماع, والقياس, والإجماع, واستصحاب الحال). والمبحث الثاني: مذهب ابن جماعة الصرفي.
القسم الثاني: قسم التحقيق, وفيه: وصف النسخ, ومنهج الباحث في التحقيق, والشروع في تحقيق الحاشية من المقدمة حتى باب (الجمع). الخاتمة: وفيها ما توصّلت الدراسة إليه من النّتائج.
النّتائج, وأهمها: شخصية ابن جماعة شخصية مستقلة, اعتمد الأدلة والحجج والبراهين والترجيحات مع تفرده بالرأي؛ فكان ناقلًا جامعًا ينتقي ويختار بالدليل والبرهان. تميزت حاشية ابنِ جماعةَ بتتبعه للعالِمِ الصّرفيّ, أو النّحويِّ, في أكثرَ مِنْ مؤلَّفٍ في مسألة واحدة؛ ليعقد مقارنة, أو مقابلة, بين آراء هذا العالِمِ نفسِه في مؤلَّفاته المختلفة؛ ثم يغلِّب ويرجِّح. وأن المصدرَ الأوَّلَ عند ابنِ جماعةَ للشّواهدِ الصّرفيّةِ القرآنُ الكريمُ, والشّعرُ في المرتبة الثانية. ومنها: اعتراضه على الشارح الجاربردي, وعلى المصنفِ ابن الحاجب كذلك. وغلب عليه الأسلوبُ التّعليميُّ, في عرض المسائل, وفي مزجه النّحوَ بالصّرف. ثانيًا: التوصيات: يوصي المؤلف طلبةَ العلمِ والدارسين بالتّراثِ النَّحويِّ؛ بتحقيق مخطوطاته, وبدراسة أعلامه دراسةً مستفيضةً. كما يوصي بإعادة دراسة هذا العالِمِ, ومؤلفاتِه الذَيْنِ لم يُوفِهِمَا حقَّهُمَا؛ لأنّهُمَا أكبرُ مِنْ أنْ تُحِيطَهُمَا مِثْلُ هذهِ الدِّراسَةِ.