وصف الكتاب
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد
فإن ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا(ت281هـ) يقول: (وَعُلُومُ الْقُرْآنِ, وَمَا يستنبط مِنْهُ بَحْرٌ لَا سَاحِلَ لَهُ). هذا, وإنْ دلّ على شيء؛ فإنّما يدلّ على عظمة كلام الله - عزّ وجلّ -وأنّ عقول البشر مهما بلغت لا تستطيع أنْ تدرك أسراره ومعانيَه إدراكًا تامًّا؛ فكلام الله - عزّ وجلّ - فوق البشر, وفوق عقولهم وتصوراتهم، وقُصَارى القولِ: (إنّه كلامُ اللهِ). وتشجيعًا للبحث في علوم القرآن الكريم يقول الجاحظ(ت255هـ): (ما على الناس شيءٌ أضرَّ من قولهم: (ما ترك الأوّلُ للآخرِ شيئًا). وفي رواية للجاحظ: ",إذا سمعتَ الرّجل يقول: (ما ترك الأوّلُ للآخِرِ شيئًا فاعلم أنّه ما يريد أَنْ يُفْلِحَ). وما أجملَ الحَثَّ على المسير في طلب العلم لأبي العلاء المعري(ت449هـ):
وإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ الأَخِيرَ زَمَانُهُ ... لآَتٍ بمَا لَمْ تَسْتَطِعْهُ الأَوَائِلُ
وهو من أحسن ما قيل في مدح المتأخرين نفوسَهِمْ. ويقول أبو العباس المبرد(ت286هـ) في (الكامل): (ليس لقدم العهد يفضّل القائل, ولا لحدثانه يهتضم المصيب, ولكن يُعْطَى كُلٌّ مَا يستحق). ومن هنا نسعى جاهدين لكشف ما في القرآن الكريم من لطائف: (لغوية, وصرفية, ونحوية, وبلاغية). وقد مكث المؤلف أكثر من عشرين سنة وهو يجمع هذه اللطائف, وما زالت تترى. وَقَسَّمَ المؤلف هذه اللطائف إلى أجزاء, وفي كل جزء 100 لطيفة. وهذه 100 المائة الأولى في الجزء الأول. وسأحاول تنزيلها عبر (اليوتيوب) تسجيلات صوتية مرئية, والله الموفق, والله من وراء القصد. وصلى الله على محمد, وعلى آله, وصحبه أجمعين.