وصف الكتاب
يتجه الفكر التربوي الحديث إلى تنمية مهارات التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، الذي يقوم على تنمية عدد من الإستراتيجيات التفكيرية فيما أصبح يعرف باتجاه العادات العقلية أو تظرية العادات العقلية (Habits of Mind)، إذ تؤمن هذه النظرية بوجود ثوابت تربوية ينبغي التركيز على تنميتها وتحويلها إلى سلوك متكرر ومنهج ثابت في حياة المتعلم، ومن هذا الباب يجد مؤلف الكتاب ",أن هذا المنهج التربوي الحدديث يقترب من بعض مبادئ التربية الإسلامية التي تؤمن بالتغيير ضمن أطر معينة وفي ضوء عدد من الثوابت التربوية", وانطلاقاً من هذا المنظور حاول المؤلف الجمع بين ما ينادي به أصحاب نظرية العادات العقلية في التربية الحديثة (الأمريكية والأوروبية)، وبين ما نادى به علماء الإسلام ومنهم أبو حامد الغزالي، وأبو الحسن الماوردي، وابن جماعة، وغيرهم ممن نادوا بالتربية الإسلامية، وهذا يعني أن كثيراً من العادات العقلية في التربية الحديثة ذات جذور قديمة في تربيتنا الإسلامية، ولكنها بحاجة إلى تحديث، وإعادة صياغة وعناية، وتطوير، لتتماشى مع روح العصر وهو ما فعله الدكتور ابراهيم الحارثي في هذا الكتاب الذي يدعونا إلى إستثمار هذه المعرفة في تربية أبنائنا، فإنها مفيدة سواء أكنت أباً أو أماً، معلماً أو معلمة، مديراً أو مديرة، أو مسؤولاً في السلم التعليمي على اختلاف مستوياته من المدرسة إلى الجامعة، وحتى الأفراد فهي في إعادة تربية النفس ذاتياً...