الجسد بوصفه موضوعاً أدبيّاً ظلّ يحظى بأهمية بالغة منذ النشأة الأولى للأدب، والعلاقة بين النص الأدبي والجسد علاقة جوهرية وطيدة يستحيل تفاديها، لما يمتلكه الجسد من حضور ضاغطاً في دائرة التشكيل الأدبي بمختلف أجناسه وأنواعه، وقد يكون حضوره في الرواية أبرز من بقية الفنون الأدبية بحكم تنوع وتعدد هذا الفن السردي المثير.

الدكتور موسى الحوري في كتابه (تمظهرات الجسد في النص الروائي الحديث) يتناول بمعرفة ووعي وإدراك قوة حضور الجسد في منتخبات من النص الروائي الحديث.



ويتعمق في تحليل العلاقة بين الجسد والرواية من منطلق فهم عميق لحساسية الجسد وكيفية إشتغاله سردياً، فهو لا يكتفي بتعيين حضور أدوات الجسد في طبقات النص الروائي بل يذهب إلى تحليل الفكر الجسدي المتجلّي نصياً في الرواية، والبحث في أشكال الجسد وتمظهراته وسياقاته وتمثلاته على وفق أسلوبية بحثية جديدة تنظر بتواز بحثي إلى طرفي المعادلة (الجسد الرواية)، ولا تكتفي بالتحليل الأحادي المنظور الذي يتوقف عند حدود تلمس أداة الجسد في حركة الفعل الحدثي في الرواية، لذا نزعم ان هذه القراءة على هذا المستوى جديدة في بابها ويمكن أن تفتح سبيلاً جديداً لدراسة علاقة الجسد بالسرد، والأدب عموماً.