وصف الكتاب
تمثل البرمجة الحركات التلقائية التي يتم إكتسابها والتقيّد بها مدى الحياة، هذه الحركات ضرورية؛ لأن الكائن البشري بإستطاعته، تبعاً لأعمال ",جورج ميلر",، أن يأخذ في الإعتبار، وفي آن واحد 7 + 2 معلومات أو مجموعة من معلومات، تشعر بدرجة الحرارة السائدة في الخارج، وتبقى مع ذلك متهيئاً على حذر إن كان أولادك يلعبون بقربك، أما بعد هذه المعلومات السبع، فيصبح إدراك بعض العناصر مشوشاً أو معدوماً كليّاً، نظراً لكون إمكانات بعض العناصر مشوشاً أو معدوماً كليّاً، نظراً لكون إمكانات الإدراك الحسّي الواعي محدودة بطبيعة الحال، عندها يحلّ العقل الباطن محلّه ليؤدي دور خزّان للحركات التلقائية اللاإدارية، وهذا هو، على كل حال، تعريف برمجة بالذات، والغاية المتوخاة من ورا كل عملية تعلّم.
وفي الحقيقة، يبدو التعلم فعّالاً عند حصول الإندماج، وتتدّرج مختلف مراحل كل عملية تعلم مما هو غير كفء عن قصد (فنتعلم) لنبلغ المرحلة النهائية التي تجعلنا كفوئين لا شعوريّاً (فنؤديه حتى من دون تفكير فيه)، مثلاً: إنك تستطيع قيادة سيارة تماماً؛ أي أنك تدير المحرك والسيّارة متوقفة عن الحركة، تعيّن وجهة السير بإضافة رفاف اليمين أو اليسار، تستعين بجهاز الوصل لتنطلق، تنظر في المرأة التي تعكس لك صورة ما يوجد وراءك... وأنت تتبادل أطراف الحديث مع من يجلس بقربك.
وأما بالنسبة في مدلولات كلمة العصبية في: البرمجة اللغوية العصبية، فهي تلك التي تصف تأثير الجهاز العصبي على الجسد والفكر، ويتجلى ذلك بطريقة تفاعلية مع وظائف أعضاء الجسم (الضغط، نبضات القلب...) والإنفعالات، وهي تفيد أن للعبارات الكلامية تأثيراً على الفكر، فالبرمجة اللغوية العصبية هي مقاربة عملية للتواصل والتغيير وتكمن أساساً في عملية ",صنع نماذج", أو ",النمذجة",، والتي تهدف إلى فهم طريقة أداء التفكير بغية نسخها.
هذا وقد شهدت العقود الأخيرة، في مجالات الفهم، والحفظ غيباً، والتفكير المنطقي، إزدهاراً للعديد من الطرائق، التي اقترحت تبني تقنيات اختلف بعضها إختلافاً شديداً، وتعتبر البرمجة اللغوية العصبية إحداها، إذ طوّرت هذه البرمجة إستجابات عدة لكل من العوامل المختلفة التي تتداخل في تحقيق نجاح الطفل، وهي: الإعتقادات، والسلوكيات، والإتصالات، والمحفزّات... إلا أنه تم التصميم في العمل في هذا الكتاب على التركيز على عامل واحد، وهو: ما العمل لكسب التعلم؟...
من يستطيع أن يشرح لطفل كيف عليه أن يتعلم؟... أن بعضاً من الأطفال ينجحون في التعلم والإستيعاب بوتيرة (تعلّم إستظهار ومراجعة درس، حلّ مسألة حسابية، تحضير إملاء)، ويبدو انهم يقومون بذلك بكل سرور وبساطة، كيف يعملون؟ هل يتبعون جميعاً الطريقة ذاتها؟ وهل الطريقة قابلة للنقل؟...
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتضمن تقنيات لمعالجة الصعوبات التعليمية وتطبيقاتها في التعليم من قبل مدرّسي المرحلة الإبتدائية؛ من خلال البرمجة اللغوية العصبية، التي طوّرت وسائل مراقبة جديدة تسمح بإجراء تحليل بالغ الدقة للعمليات الذهنية المنوّعة التي تؤديها تلك الفئة من الأطفال التي تملك مقدرة عالية في التعلم والإستيعاب بوتيرة أسهل من أقرانهم الصغار، وسوف يتم عرض نتائج هذه الأبحاث في فصول الكتاب، ولكن هل هذه الطريقة قابلة للنقل؟...
تشكل المراقبة وتفكيك الإستراتيجيات الذهنية الجزء الأول من عملية صنع نموذج في البرمجة اللغوية العصبية، أما الجزء الثاني فيتألف بالضبط من بناء آلية تتيح نقل ما تمّ تعلّمه إلى آخرين... وعليه يشتمل هذا الكتاب على وصف دقيق ومفصل لإجراءات نقل معرفة التعلم، وقد وقع الإختيار على إطار التعليم الإبتدائي وذلك لتوضيح إستراتيجيات البرمجة اللغوية العصبية الخاصة بالتعلم، على الرغم من أن من الممكن نقلها إلى التعليم في دار الحضانة، أو التعليم الثانوي، والجامعي، وفي المؤسسات أيضاً، ولإتاحة قراءة هذا الكتاب، فإن الجزء الأول يستعرض ",بإيجاز", وسائل برمجة اللغوية العصبية الأساسية، وقد تم شرح بعض المصطلحات الخاصة التي لا يمكن تفاديها، وهي مجموعة عبارات لغوية خاصة بعالم البرمجة اللغوية العصبية في آخر الكتاب، في الجدول المخصص للمفردات الصعبة، بينما يعالج الجزء الثاني من هذا الكتاب إستراتيجيات التعلم.