وصف الكتاب
",يتغير الانسان حسب أطواره، والتغير في كل صور الطبيعة صفة حتمية لها، فهو في المادة على العموم تَحَوُّلُ صورها الطبيعية من مركب إلى مركب ؛ لتفاعل جوهرها تبعًا لقوى الجذب والدفع المتنوعة فيها، وتغير الكل ناشئ عن تغير أجزائه، هذه سنة الله تعالى في الطبيعة.
هكذا ترى صور الجماد تتغير تبعًا لتغير أجزائها ، فنتوء الجبال، وهبوط الأودية، وتجمع البحار، والتحجُّر، إلى غير ذلك من مظاهر الجماد، إنما هي أمثلة ذلك التغير تبعًا لفواعل القوى الطبيعية ، وترى ذلك التغير أظهر في المملكة النباتية بنشوء النباتات ونموها وذُوِيِّها بعد استيفائها أعمارها، وتراه أظهر من ذلك في المملكة الحيوانية، ولا سيما في الآدميين بتوالد الحيوانات ونموها وموتها.",