وصف الكتاب
يشاهد شبابه يمر ماشياً الهوَينى دون أن يتوقف ليقول مرحباً , كان هناك طوال النهار يستمع لصمت الأشجار المجتمعة برفقة دجاجة مستبدة سوداء فقط , كان يشتاق لأمه تشيلا التي ماتت في نفس الزاوية من الغرفة التي يضطجع فيها الآن. بعد موت تشيلا نُقل إلى زاويتها الزاوية التي تخيل كوتابن أنها الزاوية في منزله التي احتفظ بها الموت ليدير شؤونه الإفنائية واحدة للطبخ واحدة للملابس واحدة للفائف الأسرة وواحدة للموت فيها , تساءل كم من الوقت سيستغرق ذلك ؟ وماذا سيفعل الناس الذين لديهم أكثر من - أربعة زوايا في بيوتهم- ببقية زواياهم؟ وهل يعطيهم هذا خياراً للزوايا التي يموتون فيها ؟ رواية تسير ",بالمقلوب", لـ فصل يجد التوأم نفسهما يعيشون تفاصيله بكل دقائقها ، سفيران صغيران ، بخطط مشتركة وأسرار خاصة وقارب وحيد يجدفان به باتجاه الضفة الأخرى ",المخبأ", هو هاجسهم المشترك، وبغتة يلقي بهم القارب والحياة باتجاه السقوط, تتغير وتتشابك خطوط الحياة يفترقون، يلتقون، يسترجعون ذكريات قديمة، بتفاصيل مرعبة كل الأشياء الصغيرة كانت تعيش معهم يلتقطونها في أفكارهم، رواية تكسر صمت مجتمع منغلق على نفسه ",مجتمع المسيحيين السوزيين، في الهند", يضع قوانينه الخاصة ليختار حتى أدق الأشياء ",الحب",، كيف للخيبات الناجمة عن قرار قديم تخلق دوّامة من عدم رضا تأطر الحياة حتى يبدأ البحث عن أي شيء يصلح لأن يكون ملجاً حتى إن كان ذاك الشيء هو الموت ،،! مدهشة أروندهاتي روي بنقلها لتفاصيل المشاهد حتى بنقل الروائح والإيماءات والأفكار ، كنت أعيش في وسط الدهشة النابعة من السطور، عميقة الرواية بحديثها عن الشخصيات، تنقل تفاصيل عن مأساة، و تبعات الحرية التي بحثت عنها البطلة، في المكان والزمان الخاطئين، تسقط المشاكل السياسية كالقنابل من بين كل تفاصيل صغيرة وأخرى، راحيل , ووقوف في مهب الرحيل , وإستابين وصمت مطبق و آمو انحدار نحو الهاوية , كوتابن ,تشاكو كلٌ منهم تحدث عن أشياءه الصغيرة عن أفكاره المهمة وعن تفاصيل الحياة بداخله وبطريقته, وأروندهاتي تنتقل بين لغة الأطفال ولغة الكبار لغة المنكسرين والمنتصرين برشاقة.