وصف الكتاب
",يقول بعض الناس في حارتنا أن الحياة والأحداث تدبير إلهي وعناية سماوية، ويقول آخرون أنها قضاء وقدر وكل شيء مكتوب على الجبين ومحدد مسبقاً... ويرى فريق ثالث مصادفات عمياء وعبثية سخيفة في كل ما يجري.. وتظن فئة أخرى أننا نقرر مصيرنا بأيدينا وما الحياة إلا قراراتنا القوية الثابتة. ورغم ...أنني أنتمي تاريخياً إلى مجموعة معنية بتراث وتقاليد خاصة إلا أن وجودي في حارتنا.. قد يكون حدثاً يمكن تفسير بكل الطرق السابقة. على كل حال ليس هذا المهم، إنما المهم أنني كنت هناك، وأنني أحببت أهل حارتنا.. وما أزال أفتقدهم بعد سنين من الرحيل، وما فتأت صورهم وحكاياهم هنا والآن حيّة ومشوقة... لذلك أشعر أنني لست بعيداً عنهم، ولست غريباً... وأنني لم أرحل. الحياة في حارتنا صاخبة مزدحمة، والناس يعرفون كل شيء عن بعضهم، ولشدة الترابط والاندماج، أشعر أنهم بحاجة لبعض الخصوصية والانفراد، ليخبروا قصصهم.. وربما يكون هذا الوقت هو الوحيد الذي يستطيعون أن يكونوا فيه بمفردهم. لأنني أحبهم جميعاً، حتى غير الطيبين فيهم، وأعرف أنهم يركضون وراء ضعفهم وليس لؤمهم، خلف حاجاتهم وليس خير الجميع.. لذلك أتركهم يقولون أعمق ما فيهم ولو كان خبيثاً ولئيماً ونرجسياً... حارتنا صغيرة بسيطة، لكنها لوحة رائعة، ولأن لوحات الحياة الجميلة كثيرة ومتباينة، فإنني أختصر لوحة حارتنا بهذا الخيال البسيط: بيت عربي، نافورة الماء، شجرة النارنج، نرجيلة المساء ودخانها، وجوه طيبة سمراء، وقمر ليالي الصيف الفضي المنتثر. كنت اعتدت أن اجلس مساءً في مقهى الحارة أتكلم ع الكبار والصغار وأستمع إليهم... وأحياناً كنت أزورهم في بيوتهم، أو ألتقيهم في الشارع فنتوقف ونتحدث، وفي جميع الأحوال كنت أستمع من كل قلبي بالوقت الذي أقضيه معهم. ولأنني منذ البدء أحببتهم أحراراً وصادقين وطيبين.. لذلك أنسحب الآن بسرعة لأتركهم يروون حكاياهم، وأحتجب لأعطيهم الفرصة ليقولوا ما يشاؤون كما هو بحرية!",.وترك الروائي شخصيات حارته الطيبين يروون حكاياهم بحرية.. تكلموا على سجيتهم.. تحدثوا حتى بخلجات نفوسهم... وباحوا بأسرارهم، مما جعل الحكايا تنطلق بتلقائية محببة وترسم صوراً تعكس الحياة في حارة الطيبين. إلى جانب حارة الطيبين كتب لطفي حداد ",الأجراس تقرع في بيت لحم", هما روايتان و",قرية الغرباء",، ",هنا الأنبياء بقتلون", وهما روايتان قصيرتان، وتلك كلها شكلت هذه المجموعة التي ضمها هذا الكتاب.
كتب الروائي هذه المجموعة في الضواحي الغربية لمدينة شيكاغو، في الولايات المتحدة. كانت اللغة بالنسبة له هي الوطن، والحكايات هي الرحم الذي التجأ إليه في أيام الشتاء الباردة، كان كل ما في الكاتب يقيم شرق المتوسط، يعيش اللحظات والوجوه كأنها حاضر عصي على الموت والزوال، هذه الكلمات اختصار لتاريخ الكاتب وتجربته، ويبدو أن الكتابة بالنسبة له وعن بعد تعطي النص مذاق المنفى ونكهة الشغف اللذيذ ووجع الحب للغائب الباقي.في هذه المجموعة ثمة روايتان متوسطتا الحجم هما: حارة الطيبين، والأجراس تقرع في بيت لحم، وروايتان قصيرتان (Novella) هما: هنا الأنبياء يقتلون، وقرية الغرباء (كان اسمها الغرباء وأضفت كلمة قرية لأعطي المكان بعض الخصوصية).
كتبت هذه المجموعة في الضواحي الغربية لمدينة شيكاغو، الولايات المتحدة. كانت اللغة هي الوطن، والحكايات هي الرحم الذي التجئ إليه في أيام الشتاء الباردة. كان كل ما في يقيم شرق المتوسط، يعيش اللحظات والوجوه كأنها حاضر عصي على الموت والزوال. هذه الكلمات اختصار لتاريخي وتجربتي، ويبدو أن الكتابة عن بعد تعطي النص مذاق المنفى ونكهة الشغف اللذيذ ووجع الحب للغائب الباقي.