وصف الكتاب
«فدوى» عنوان لرواية تشكل فاتحة عبور إلى عوالم متقاطعة، وفاتحة رحلة إلى عتبات أوطان تبدأ بغزة وتمرّ بمصر وتستمر إلى اليمن ومن ثم إلى كندا لتعود أخير إلى الوطن (غزة) تلك الرحلة التي قامت بها ",فدوى", - المدونة على الانترنت والطالبة الجامعية - تاركة بقايا وطن وحب خلفها؛ حالمة بعالم ...آخر في انتظارها: لا حزن فيه انتظاراً لصاروخ موقّع من اسرائيل كما تراه في غزة، ولا زحمة كما وجدتها في القاهرة، ولا حرب كما عاشتها في اليمن، وكانت وجهتها بعد التوقف عند أكثر من محطة كندا.. وبعد طول تجربة بين الأمكنة والبلدان؛ أيقنت فدوى أنها كانت في حالة رحيل داخلي قبل أن يكون رحيلاً خارجياً. فقررت أن ترحل عن نفسها وتتخلى عن فدوى التي تعرفها جيداً.. إلى أخرى تكون هي ذاتها. ولأن الحنين إلى الأرض الأم ظل يسكنها. تعود ",فدوى", من حيث رحلت إلى بحر غزة وكان فارسها بانتظارها اتخذت مكانها بجانبه وراحت تنظر وإياه إلى البحر وكأنها تراه لأول مرة ولآخر مرة.في الرواية لا يقتصر الكاتب شادي حسين في الحديث عن القضية الفلسطينية بما فيها حق العودة، بل يتحدث عن الأزمات التي طالت الأمة في أكثر من موقع مشتعل في العصر الراهن حيث تتنقل الشخصية الرئيسية، كما يعري ممارسات الفئات المتقاتلة ووقائعها المميتة على المدنيين وعلى المؤسسات باسم الثورة، ويطرح موضوع حقوق الإنسان والحرب والسلام والتعايش السلمي من وجهة نظر عربية وإسرائيلية، ولم ينسَ أن يُفسح مكاناً للحب وللسعادة وسط كل هذا الرماد...
من أجواء الرواية نقرأ:
",أن تخرج من وطنك للمرة الأولى هي أن تكون سمكة تحاول أن تجرب الحياة خارج البحر. تؤمن بأنها سمكة برمائية ولكن الخوف بداخلها يسيطر عليها. فتجدها ترسم أكثر من سيناريو للخوف، والخوف يصبح بلون، ورائحة وربما يمشي على قدمين.
لكن لن تدرك تلك السمكة أنها برمائية الأصل إلا إذا قررت أن تخرج من دائرة راحتها وتكسر جدار الخوف. فتصعد بعيداً عن البحر إلى الشاطئ، وبعيداً عن الشاطئ إلى الرمال، وبعيداً عن الرمال إلى مساحات برية شاسعة. لا تمت للبحر بصلة. حينها فقط ومع مرور الوقت تصبح تلك السمكة واثقة تماماً بطبيعتها وسيكون طريق العودة أسهل",.