ظل النقد العربي الحديث والمعاصر مفتوناً إلى حد بعيد بثوابت كثيرة ومتنوعة لعل أهمها إيمانه الأعمى بمفاهيم من قبيل الموضوعية، وإنصرافه إلى التحليل الوصفي والتاريخي والإجتماعي للنص الأدبي.

وبالرغم من أن التجربة النقدية والنظرية لبعض رواد النقد الأدبي (كمحمد مندور) قد أدت بهم إلى منح الذوق (بوصفه معطى ذاتياً شخصياً) والإنطباع الذاتي دوراً مفتاحياً في العملية النقدية.



هذا الكتاب قدم تصوراً تحليلياً وتركيباً لقضايا التأويل المعاصر، إنطلاقاً من جذورها الفكرية والفلسفية وبعلاقة وطيدة مع معطيات التأويل الإسلامي كما تبلور في الثقافة العربية.

ولا يخفى أن عملية كهذه تتطلب ليس فقط الحذر الفكري اللازم وإنما أيضاً الدقة المطلوبة في تناول هذا الكم الهائل من المعطيات والوعي التركيبي الضروري، بحيث تقدم نفسها في النهاية بإعتبارها مساراً واحداً ومتعدداً في الآن نفسه، وهو يطرح مسألة خصوصية تتصل بالتأويل في علاقته بقضية الجسد.

حيث ركز على جوانب محددة لا غير من مسألة التأويل في وجودها المعرفي في صلتها بأمور شائكة في التفكير المعاصر كالمتخيل والرمزي، ولكي يكون التحليل لهذه القضايا ذا مصداقية معرفية ومنهجية سعى المؤلف إلى أن ختم هذا الكتاب التحليل نصي لقصتين من الأدب المغربي المعاصر.