وصف الكتاب
بعد نجاحه الباهر في ",سقط الأزرق من السماء", و",أولاد سكينة", يستكمل الروائي السوري ",منذر بدر حلوم", مشروعه الأدبي الذي يحيي به ",عين الغار", برواية ثالثة سمّاها ",كأن شيئاً لا يحدث",.
وفي معرض تعليقه على الكتاب، كتب الشاعر والأديب السوري الكبير ",غازي أبو عقل", يقول:
يحمل منذر حلّوم إجازة عليا في ",علم ...الحياة",، فهل يساعده هذا العلم على فهم ",الحياة", الاجتماعية، وتحليل تجلياتها اللانهائية، فيندفع مُصمّماً إلى عالم الرواية، ليمارسَ ",فن السرد", إلى جانب هوايته الثانية ",فن الرسم",؟",كأنّ شيئاً لا يحدث", هي الرواية الثالثة التي يستكمل فيها منذر حلّوم إحياء ",عين الغار", كرسّام يصنع لوحة فسيحة تمهيداً لإطلاقها إلى المدار... إطلاق عين الغار أعني.
التعريف بهذه الرواية، ينبغي أن يتم من خلال استعمال صيغة ",تشكيلية",، وجدتها في مفردة إيطالية الأصل هي FRESCO. ",فريسكو",، يفسّرها القاموس العربي بكلمتين: ",لوحة جدارية",. أمّا في الفرنسية فهي ذات معنين، استهواني شرحهما. أوّلهما: نمط من أنماط الرسم الجداري يُنفّذ بألوان مذابة في الماء على طبقة من الملاط الطري، يجعل الألوان تتمازج وتتداخل فيه. وقد تُطلَق الكلمة - تجاوزاً - على كلّ رسم على الجدران. أمّا المعنى الثاني فهو: تأليفٌ أدبيّ فسيح يرسم عصراً كاملاً أو مجتمعاً ما.
",كأنّ شيئاً لا يحدث", هي جدارية – فريسكو – بالمعنيين، التشكيلي والأدبي، تتمازج فيها الرواية والتشكيل، بمعنى أن الراوي يشكّل نصّه كمن يرسم لوحةً، فإذا بالتشكيل هنا يتخذ معنىً مزدوجاً، ويصنع روايةً لوحةً، كما تُصنع السجّادة يدوياً.. لوحة من الأصوات والألوان والمناظر والوجوه والروائح والمشروبات و المأكل، ودون إهمال الطقوس والعادات والعقائد.
يتقاسمك، وأنت تطالع هذه الرواية، شعوران متناقضان، ربّما، فهنالك ",أشياء تحدث", دون توقّف.. أشياء تثير انفعالات شتى، تغمرك وأنت ماضٍ في تيار التفاصيل الجارف، متحديّة عنوان الرواية الذي يوحي إليك بأن شيئاً لا يحدث.. مع هذا، فأنت تشعر بأنّك تقرأ رواية، رواية معاصرة، كي لا أقول رواية ",حديثة",.