وصف الكتاب
أبطال الرواية كانوا أطفالاً في مدرسة القرية. كبروا وصاروا رجالاً ونساءً، فتشابكت مصائرهم وتقاطعت مصالحهم وأوقع بعضهم بعضاً في حبائل الدسائس والابتزاز والاستغلال الجسدي والفكري وآفة الآفات: استغلال النفوذ والسلطة والعبث بمصائر الناس.
نبذة النيل والفرات:
يخرج الكاتب عالم المؤامرات والدسائس السفلي إلى العلن، في هذه الرواية الأولى للمؤلف القصصي والكاتب الصحافي والأستاذ الجامعي. عالم من القسوة والظلم واللاإنسانية، تشكله نماذج بشرية فقدت ضميرها وتخلّت عن كل ما يمت للقيم الإنسانية الشريفة بصلة، تمارس الآعيبها وتلاعبها بالبشر وبمصائرهم، دون أدنى إحساس بالذنب، ودون أي تأنيب ضمير. لعبة فاحشة محكمة تمارس في الخفاء، تقوم خيوط عنكبوتها بتقييد الضحايا ومنعهم من الإفلات. خطط تحاك في الخفاء، لإضعاف الأقوياء، ولإحراج الأذكياء، ولإذلال النفوس، بهدف الحصول على مكاسب أو أرباح أو نفوذ أو طمعا بمصالح أو مناصب، وتحقيقا لرغبات دنيئة. من هم المشاركون في هذه الألاعيب الخسيسة؟ أهم ابناء الشر المطلق، الذين ولدوا من رحم أمهات قساة، لا رحمة في قلوبهم، أم أنهم ولدوا أبرياء وتحوّلوا فيما بعد بتأثير آلية واقع ومجتمع؟ هل تملك البراءة القوة الكافية للوقوف في وجه القذارة أم أنها ستكون مجرد مرتع خصب لها؟ يبدأ الراوي حكايته عن أبطاله الأطفال الصغار الذين تربوا معا في مدرسة القرية، ليحيلهم مباشرة كاشخاص ناضجين طعنتهم تركيبة جهنمية سائدة، بقدر ما طعنوا هم قيمهم الإنسانية الفاضلة لصالح استمرار لعبة فاسدة، كالتي وضعت قواعدها بين بسّام وخالد والتي ",لم تكن تحتاج إلى الكثير من الكلام. بسام يضع بين يدي خالد الرفيقات الطامعات بعلاقات مميزة توصلهن إلى مواقع عليا، مقابل أن يكون أول العارفين بأخبار الحوادث الجنائية في الجامعة، الأخبار التي تزيده قوة...", ما من حدود لانحدار اللعبة القذرة، فكل الوسائل متاحة، من الاحتيال والتحايل والابتزاز والاستغلال الجسدي والطعن في الأخلاق إلى تدبير التهم الملفقة والإتهامات الباطلة، واستعمال النفوذ والسلطة للعبث بحياة الناس وبمصائرهم. أما من شيء يمكنه وقف تدهور النفس البشرية نحو أسفل الحضيض، وتغيير هذا الواقع الضحل الذي يدعو للقرف والغضب والاستنكار. رواية سوداء قاسية الأحداث والوقائع، تضيء القعر العفن المليء بالنجاسة والخسة، والذي لا يمكن الاستمرار به والإبقاء عليه، وبداية الطريق لذلك، هو عدم تجاهله وسحب الغطاء عنه وكشفه للعيان، ومواجهة الحقيقة المرّة والمخزية، وهذا ما تفعله هذه الرواية بامتياز.