دخل فؤاد دهاليز الشوارع الفرعية لمدينة رام الله، مبتعداً قدر استطاعته عن زحمة الشوارع وعيون الطرقات، فالنهار ثرثار، عيونه في كل مكان، وربما بحسن أو سوء نية يُسلمه إلى دورية عسكرية عابرة، في زمن يعرف أن الوطن فيه بحاجة إلى كل الطاقات، وهو الذي يعتقد أن لديه ما يعطيه في هذا الزمن الثمين، يسير ملتصقاً بالعمارات وظلال الشوارع، متجنباً عيون الفضوليين ودوريات الجند، وصلف الشمس المدوي الذي مازال يصفعه بقطرات ماء تسيل على وجهه وخلف أذنيه، كان قد عاد من تدريب أحد رفاقه، درَّبه على بندقية روسية الصنع، بندقية الكلاشنكوف، بالضبط كما تدرب في سوريا وجنوب لبنان.