وصف الكتاب
الوضع الاجتماعي للمرأة الريفية في اليمن وعلاقتها بالرجل في ظل القيم البطريركية هو المجال الذي تدور حوله رواية «قَدما غول» للكاتبة سلوى مقبل، فـ ",تحت هيمنة الأبويَّة", تقبع نساء هذه الرواية، أمهات وزوجات وبنات.
ولكل واحدة منهن نصيبها من ظلم الرجل.
فأن تكون (أمًّا)، يعني تُكسَر ولا تَكسِر، تُدلِّل ولا تَتدلّل، تَبكي ولا تُبكي، وأن تكون (زوجةً) يعني أن عليها السمع والطاعة؛ فليس هُنالك ما هو أسوأ من رجل غاضب، وأن تكون (ابنة) يعني أن تُزوّج أحياناً حتى قبل سن البلوغ والرشد.في ظل هذا الواقع القاسي يتم تظهير الرواية عبر مسار دائري يبدأ حيث تنتهي الأحداث أو من نقطة قريبة من تلك النهاية.
وهذه البداية النهاية تمثل لحظة ذكريات مستعادة تتجسد روائياً بالتقاء بطلتي الرواية على المستوى النصي؛ فيتعاقب على السرد شخصيتين محوريتين هما؛ ",يقين",، (ابنةُ عاقل القرية) الفتاة (التقليدية) التي زُوجت مرتين وأنجبت ثمانية أطفال، مستسلمةً لقدرها.
و",سبأ", الفتاة (المتمردة) التي زُوجت ثلاث مرات وخرجت من آخر بيت زوجية ذليلةً كسيرة؛ فأقسمت ألاّ تعود لوكرِ زوجها مرة أخرى، بعدما سمعت عن رجلاً في قريةٍ مجاورة اسمها ",سبأ", يُقال له عبد اللطيف وهو عاقلها، شديد البأس والعقل، لا يسقط من ألسنةِ القوم لحكمته ومكره، ولهذا فهي تُمني النفس أن يكون هو مُنقذها..
وبعد مسير طويل تصل إلى قرية ",سبأ", وهناك تتعرف إلى العاقل وزوجته وابنته ",يقين", وتكون في حمايتهم فترة من الوقت، فتنشأ علاقة صداقة وطيدة بين ",سبأ", وبين ",يقين", فصارتا وكأنهما صنوا روحين التقتا ونمتا وتجذرتا وامتدتا إلى ما لا نهاية..
إلا أنّ ",سبأ", كانت الأقوى فلم تستسلم لهذا المجتمع الذكوري؛ فبعد أن عانت ما عانت من ظلم أزواجها ومن بعدهم رجال قرية ",سبأ",، ومحاولة عاقل القرية فيما بعد الزواج منها ورفضها له، ورؤيتها كيف تُزوج الفتيات القاصرات في سن الطفولة تيمناً بالسيدة عائشة رضي الله عنها..
قررت إقناع ",يقين", وعدد من نساء القرية اللواتي وقع عليهن ظلم المجتمع والأسرة بأنهن يستطعن الهروب من واقعهن والبدء بحياة جديدة...
ولكن، عند الرحيل، سيكون ثمن الحرية غالياً...
- من أجواء الرواية نقرأ:",سبأ قد تمردت على القاضي، يا للفاجرة.. ولأنها عقيم.. تظن أنها لن تُكتشف! تريد التنقل بين الرجال.. ألم أقل لكنّ؟ إنما تُريد للعهر أن يسود. هه. عصت الدين والله في زواج فتياتنا، ألا تعصي الحاكم!
لكن اليمن تغفو على صراخ القاصرات، ممن تكبلن بأغلال الزواج باسم الدين، الطفولة تُغتصب، والموءودة تَنطق، لم يكنّ من بعد وعيدكِ يا سبأ بصغيرات. فالقلوب قد نضجت قهراً واستوت حتى احترقت.الحرق أصبح عادة من تقاليد الزواج. نعم هذا ما حدث...",.