وصف الكتاب
الضريبة على القيمة المضافة هي، دون شك، أكبر ابتكار ضريبي حدث في القرن العشرين. وقد تكوَّن تاريخها في مهلة لا تتعدى عمر الإنسان. وهكذا، وفي مدة أقل من خمسين عاماً، انتقلنا من الخطوات الأولى لرسم يُستوفى على مجموع المبيعات إلى ضريبة ذات قواعد ثابتة وقد تبنّاها على الأقل وجزئياً ما يربو على الستين بلداً. وثمة مجموعة أخرى من البلدان هي الآن بصدد درس إمكانية العمل بهذه الضريبة.
وقد كانت فرنسا، من بين سائر دول العالم، السبّاقة إلى اكتشاف هذا النوع من الرسوم التي تغذي الخزينة وتعمل على تقوية الاقتصاد، لكن ذلك لم يتم دون صعوبات. وقد بدأت المسيرة الطويلة منذ ما يزيد على النصف قرن قادها روّاد تميزوا بالعلم والمعرفة أمثال السيد لورية (M.Laure). الذي لقب فيما بعد بأبي الضريبة على القيمة المضافة ومن ثم تبنى الاتحاد الأوروبي هذا النظام الضريبي وبدأ بتطبيقه تدريجياً إلى أن عم ّمعظم البلدان الأعضاء في المجموعة. ويقول المعرب ",كامل مجيد سعادة",: أنه لما كانت الحكومة اللبنانية عازمة على تطبيق نظام الضريبة على القيمة المضافة ابتداءً من العام 2002 وإحساساً من المؤلف بالواجب الوطني وقع اختياره على كتاب من سلسلة ",زدني علماً", وهو بعنوان ",الضريبة على القيمة المضافة", لمؤلفه السيد جورج أوغريه.
وأوغريه هو من الاقتصاديين الأعلام الذين رافقوا مسيرة هذه الضريبة منذ نشأتها وعمل مع غيره من الخبراء على تحسين أساليب تطبيقها متحدياً في ذلك الصعاب وباذلاً أقصى الجهود في سبيل إنجاح الفكرة التي تحوّلت، أخيراً، إلى واقع ملموس. وكتابه هذا يتألف من ثلاثة أجزاء مقسمة إلى تسعة فصول، وهي تبعث بشكل رئيسي في تاريخ الضريبة على القيمة المضافة الطويل في فرنسا وأوروبا منذ نشأتها الأولى حتى الآن ويضمّ معلومات في غاية الأهمية عن مكوناتها الأساسية ومزاياها وطرق احتسابها وأسباب نجاحها والمراحل الصعبة التي مرّت بها والتعديلات التي أدخلت عليها وأخيراً، موقع هذه الضريبة في الموازنة والاقتصاد وانعكاساتها الكبيرة على الأسعار وحركة الاستثمار. إلى جانب هذا يحتوي الكتاب على ملحق مخصص لنصّ القانون اللبنانية والمراسيم التطبيقية للضريبة، وهو بشكل عام موجّه إلى قراء العربية عامة والقارئ اللبنانية بوجه خاص، وذلك ليتعرف عليها قبل المباشرة بتطبيقها.