من بلد الياسمين جاءت د. ليلى النويلاتي لتقص علينا حكاية ",ما بعد عشق الياسمين", بسّرد، على الرغم من وعيه بذاته وبوظيفته يقترب من الكلام في الحلم ومن لغة الشعر، حيث يُستدخل كل شيء ويعاد ارتسامه في مخيلة الراوي - الكاتبة، فتتأرجح الوقائع على حافة الذكريات؛ تروي حكاية عشقٍ لامرأةٍ خَطتْ ...نهاية عشقها بحروفها هي، وعنفوان رجلٌ حطمه الكبرياء. تقول الروائية في (مقدمة) عملها هذا: تبدل الدمع حزناً على وطن فانهار حبراً يسيل على ورق... حبراً لقلمٍ خط خواطر وكلمات شاءت أن تهرب مني لتغادر حصن أفكاري مودعة جدراناً تزينت وعلى مدى سنين بمشاعر شتى... فكانت ",عشق الياسمين", تلك الحروف وتلك الأسطر التي تأرجحت بين خيالي وبين ألوان قوس قزح...كلمات سطرتُها علها تشابه الألوان في تداخلها ومزيجها فترسم في قلوب دافئة قارئه وفي صفحات قليلة تفاصيل لوحة من الحياة...
وتتابع الروائية: في غربتي عن وطني سورية وإقامتي في لبنان أيقنت أن ملل الانتظار هو من الأمور المعممة في حضور هذه الأيام... رافق قلمي وخيالي شخصيات روايتي الاجتماعية في فترات مختلفة تنوعت فيها أسباب الإطالة في تحقق الوعود... فبين قبول، فرح واستسلام وبين حزن، عِندٌ وكبرياء تتالت الصفحات في هذه الرواية...
البدايات كانت مختلفة وبالتالي النهايات... فمهما تنوعت طرق الوصول إلى أحلامنا لا زلنا شركاء في التوقيت والانتظار...",.
الروائية ",ليلى النويلاتي الشامي", سورية الجنسية بدأت روايتها الأولى في دمشق وأتمتها في بيروت فكانت ",ما بعد عشق الياسمين", رواية اجتماعية تأرجحت أحداثها ووقائعها وشخوصها تحت ظلال قاسيون لتعكس صوراً مختلفة لمشيئة القدر في مواقف عدة في هذه الحياة.
من أجواء الرواية نقرأ:
",... يفكر أمير بالاتصال بياسمين. ولكنه يتردد كثيراً. كيف سيشرح وكيف سيبرر. ألا يكفي أن تكون ياسمين قد صدمت بقصة مرضه لتضيف إليها... المزيد من المفاجآت. إن تقبّلت حكم القدر في قصة مرضه فهي لن تقبل ثورته المتأخرة على اختيار أسري لم يقوَ على رفضه تحت ضغوط من والدته.
كيف كان يمارس دور الحبيب معها والخطيب مع غيرها؟! ليس فقط بالنسبة لياسمين بل أيضاً لابنة الخال والوعود! كيف يشرح بل كيف يتأسف؟؟ من أين يبدأ بعد أن كانت نهاية كل شيء هي الأفظع؟",.