وصف الكتاب
يروي الكاتب الذي رشّح عام 1999 لنيل جائزة نوبل للآداب، قصة إمرأة، يدخل الكاتب إلى أعماقها، ويعبّر عن أزمتها التي ليست سوى تعبيراً عن أزمة المجتمع الفيكتوري في القرن التاسع عشر، وعن مأزق تقاليده المنغلقة والمتزمتة والمصطنعة، ليبرز حاجة الإنسان إلى الانعتاق من القيود التي تكّبله، وإلى الانطلاق من ...ضرورة ممارسة ذاته، بقناعاتها وأحاسيسها الفعلية، بصدق وحرية، وهما المفهومان اللذان كان قد وعدنا بهما القرن العشرين.يقدم لنا الروائي هذه المضامين بطريقته الخاصة وفيها، روح الرواية الواقعية للقرن الخامس عشر، متشكلة بعناصر الرواية الحديثة، بأسلوب يتميز بالحس الرومنطيقي المرهف، وبالشفافية الجذابة، مازجاً بين الواقع والرمز والخيال.
رواية ",إمرأة الضابط الفرنسي", هي ",أحد أفضل الكتب التي ظهرت في بريطانيا منذ الحرب",، بهذا وصفها الناقد مالكولم برادبري.تبدو الكتابة في هذه الرواية وكأنها تمر بين يدي روائي يهتم اهتماماً شديداً بمشكلات العصر الفكتوري وبالوقوف ",بين عالمين: الأول عالم ميت والثاني لا يقوى على الولادة",، كما يقول ماثيو أرنولد. ويهتم كذلك بالعلاقة بين الحاضر الذي هو ماض في الرواية والمستقبل الذي هو الحاضر في الرواية، والعلاقة بين موروث الرواية الفكتوري المثير للإعجاب والوضع في القرن العشرين الذي يجعل من المستحيل الكتابة في داخله.
يمكن اعتبار رواية ",امرأة الضابط الفرنسي", رواية ذكية تكشف عن استفادة الكاتب الحديث من الموروث الفكتوري، وبهذا تصبح رواية ليبراليى معمارها يقوم في الأساس على أساليب الواقعية الأخلاقية والتأويل الأخلاقي الذي ينتمي إلى أسلوب القرن التاسع عشر. وبهذا، فإن الرواية توسع مدى البصيرة الأخلاقية والوعي الاجتماعي الذي نحصل عليه من قراءة جورج إليوت على سبيل المثال، ليصبح مضافاً إلى شكل أكثر حداثة من أشكال التصور تساعدنا في ذلك المعرفة التاريخية المتزايدة والمشاعر الطيبة الفياضة.