البحث التربوي متطلب أساسي في جميع دورات التدريب والعمل المدرسي، ويمثل البحث في مجمله دراسة تطبيقية يقوم بها الباحثون، العاملون في مجال العمل المدرسي للتحقق من إكتسابهم لواحدة من الكفايات الأساسية الضرورية لإجادة تأدية عملهم.

وقد أُعد هذا المؤلَّف الذي هو بين يديك، ليكون المادة التعليمية للطلبة في مختلف التخصصات الجامعية وللباحثين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية بعامة، والعاملين في مجال التعليم المدرسي بخاصة، من أجل أن يزود الدارسين الملتحقين في هذه المجالات بخلفية نظرية وتطبيقية حول عدد من المفاهيم والمبادئ والأهداف المتعلقة بالبحث العلمي.

ويعالج هذا المؤلف مفهوم البحث العلمي الناجح ومظاهره الرئيسية المتمثلة في أبعاده الرئيسة الأربعة: المدخلات، والعمليات، والمخرجات، والضوابط التقييمية، ويأخذ هذا المؤلف في الإعتبار المعلومات التتبعية الواردة في البحوث العلمية المتخصصة، وما تحويه من فصول متتابعة.

وموضوع هذا الكتاب هو من أهم موضوعات علم النفس، بل هو العماد الذي يقوم عليه علم النفس كعلم، فلم يتحول علم النفس من ميدان الفلسفة إلى ميدان العلوم الإنسانية إلا عندما أخذ الباحثون فيه بالمنهج العلمي؛ ذلك المنهج الذي يعتمد أساساً على الملاحظة العلمية الدقيقة.

وحرصاً من المؤلف على أن يشكل هذا الكتاب حدثاً تربوياً جديداً، فقد إلتزم في إعداده وكتابته بالأسس التالية: تقسيم الكتاب إلى سبعة وحدات رئيسة تمثل كل وحدة منها وحدة متكاملة تبحث في موضوع محدد من موضوعات البحث العلمي؛ بحيث يتبع في تنظيمه الشكل التنظيمي الموضح تالياً: وقد اشتملت الوحدة الأولى من الكتاب على المفاهيم الأساسية المتعلقة بكل من العلم والبحث العلمي والباحث ومتغيرات البحث العلمي، واشتملت الوحدة الثانية على إعداد مخطط البحث بإعتباره الأساس في عملية إجراء البحث العلمي كنظام بمدخلاته وعملياته ومخرجاته وضوابطه التقييمية.

أما الوحدة الثالثة: فقد تضمنت المفاهيم الأساسية في الإحصاء والمرتبطة بكل من العلاقة بين الإحصاء والقياس والتقويم والإختبارات، وطرق عرض البيانات الإحصائية وتحليلها وتفسيرها، وإستخدام عدداً من الطرق الإحصائية في تفسير وتحليل تلك البيانات، واشتملت الوحدة الرابعة على أدوات البحث العلمي المتعلقة بكل من الملاحظة، الإستبانة، المقابلة، والإختبارات والمقاييس.

وتحدثت الوحدة الخامسة عن كيفية إستخدام المكتبة والإقتباس من المراجع العربية والأجنبية بمختلف أشكالها وكيفية توثيق ذلك ضمن البحث وفي قائمة المراجع؛ واختصت الوحدة السادسة بالحديث عن أساليب البحث العلمي المتنوعة والتي يستخدمها الباحثون عادة في تنظيم البحث العلمي وإعداد فصوله ومفرداته، واشتملت الوحدة السابعة على كيفية كتابة تقرير البحث ومعايير تقييمه من خلال مثال علمي يجسد البحث العلمي كنظام بمدخلاته وعملياته ومخرجاته وضوابطه، بحيث يتمكن الدارس لوحدات هذا المؤلَّف أن يطبق التمرين العملي، وينظر إلى معايير التقييم ليكون تقويماً ذاتياً بالنسبة له يطور ويحسن عمله كباحث.

بدأت كل وحدة من وحدات هذا الكتاب بعدد من الأهداف السلوكية التي تبصر القارئ والدارس والباحث والمشتغل بالبحث العلمي بما هو متوقع منه أن يتعلم ويكتسب ويتقن بعد قراءة الوحدة ومعالجة ما طرحته من أسئلة وتدريبات؛ كما قدم الكاتب الجديد المفيد من مناهج البحث في التربية وعلم النفس وتطبيقاته وإستراتيجياته وبشكل واضح ودقيق.