وصف الكتاب
بين الزواج الأول والزواج الثاني، هل يبحث الرجل عن زوجة كاملة وشريكة حياة، أم عن عشيقة مؤججة بأسلحة الحب المُدمرة!، هذا ما تحاول رواية ",أرجوك لا تقسى", للكاتبة إيمان حمد الإجابة عليه، وتفعل ذلك من خلال بطل الرواية ",نايف", الذي طرق بابها ذات يوم، وابتدأ روي حكايته بعبارة (قالت لي ...أرجوك، لا تقسُ عليّ!) وكانت تلك المرأة هي ",حياة", هذا كان اسم طليقته الأولى الذي لم يستمر زواجه منها سوى عشرة شهور، والسبب في الطلاق هو حبها و",اهتمامها الزائد المُمل", في نظره، وبداخله شيطانٌ رجيم، يوسوس له بأن هذا الانفصال سيكون النهاية لروتين يَئِدُه كل يوم، ويَعِده بأنّه سيجد ما يرغبه مع امرأة أخرى. وجاءت الأخرى وكانت ",نجلا", ابنة عمته التي اقتنع أو أقنعته عمته بأنها كاملة، لا تشوبها شائبة، أو يعيبها نقص، فهي محامية تعشق المساواة والسلام، وكانت تُحب الفلسفة والأديان، والروحانيات وتهوى مطالعة الكتب وكتابة الخواطر وتُحب الفنّ.. وأشياء أخرى يَعجُّ بها عالمها الخاص. أحبها نايف وتزوجا، وذلك بعد إصرار عمته على هذا الزواج... ليتبين لاحقاً أن هناك خطة ألزمتها العمة ",لطيفة بابنتها ",نجلا", للمضي في هذا الزواج، والغاية هي ",الميراث", ولكن باءت الخطة بالفشل بعد طلاق ",نايف", من ",نجلا",.ما يميز هذه الرواية ثقافة مؤلفتها واقترابها من آليات المنهج التحليلي النفسي ومقولاته وتوظيفها بشكل يُعبر عن الحالات والعقد النفسية والمشكلات الاجتماعية التي تمر بها الشخصية الروائية، وقد تجلى ذلك في أكثر من جانب سردي من خلال التعريف بالواقع النفسي للشخصيات وتفسيرها في ضوء علاقة الرجل بالمرأة، ويظهر ذلك بوضوح في عملية رصد الحركات والسكنات والانفعالات، وبالأخص فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية والبحث عن أسباب الخلل الذي يقود إلى الطلاق. أضف إلى ذلك تعدد القضايا التي لامستها الرواية والتي تنتمي إلى خلفية معينة ",شرقية", بامتياز؛ مثل العنف ضد المرأة، وزواج الرجل من المرأة الأجنبية بين القبول والرفض، وميراث الأنثى، والخيانات والنفاق والحروب والدمار، وأسئلة إشكالية أخرى مثل حياة البرزخ ",هل هي نعيم مُترف أم جحيم ظالم",، ونقاشات أخرى حول فلسفة ",اللادينون", وتقال لمن لا يلتزمون بشريعة محددة وغيرهم من الملحدون والمتأسلمون ومحاولة الروائية استقراء ذلك الواقع وأفكاره بطرق فنيَّة ورؤى نقدية تتحرى الموضوعية وجديرة بالعناية والنقاش.
من أجواء الرواية نقرأ:
",لستُ متطلباً في الحب،
لكن من حقي عليك ",أن تعيش لأجلي",!!
أن تسعى لسعادتي
أن تبذل جهوداً لراحتي،
فأنا وطنك وأرضك..
اسعَ لحمايتها،
وقاتل لأمانها،
ليست أنانية مني،
فهذا واجبك نحو قلبي",.