وصف الكتاب
كانت الموسيقى التي ينجبها حريرًا عبر جدار لا مرئي بينهما وحدهما يرسمان عليه لقاءهما الأول وكأنه بالموسيقى يجري نحوها مسلوب العقل ويقول بعزفه : - أنا شوفتك قبل ما أجي الدنيا دي. وهو يرى في نظراتها من خلال المقصورة كأنها ترد عليه فتقول: أيوه.. شوفتك في أحلام الغيوب. ثم يتيه في غياهب النشوة ليقول بمقطوعته التي تحوَّلت إلى صراع روحي رهيب:- ولولاك يا حبيبتي ما ترنّمت بلحن ولا بُحت بكلمة من شعري ولا رواياتي، فأنت من تملئين إحساسي يا واهبة فني وثمرة روحي وتوأم نفسي وترياق قلبي.
اليوم يعزف مقطوعته الأخيرة لا لشيء إلا ليرد انفصاله الروحي, يريد أن يجري على صدرها مثلما كانا في أيام الوصال, ويبكي مثل الطفل الصغير، هي تشعر بوجع جبر الخاطر, وهو يتألم برد الكسر.
ثم ينهي مقطوعته الأخيرة وقد وجدها خلفه تحتضنه فيقرر الهروب بها ممسكًا يدها.