وصف الكتاب
ماذا يعرفون عن الحب؟ ولماذا يبدي الجميع هكذا قدرًا وافرًا من اللطف ودماثة الخلق كلما هممت بنشر ما أعجبني من رواياتي اليومية؟
ما الذي يعرفونه عني سوى تلك العبارات، والخواطر، والاقتباسات التي ازدان بها جدار عزلت به نفسي عن عالم شديد القسوة؟ لا يعرفون عنه إلا صورًا لي ولعائلتي الصغيرة بين أحضان إشبيلية الإسبانية، العربية.ما الذي يعرفونه عني ليغازلني البعض، ويتحرش بي آخرون في اليوم عشرات المرات؟ ينظمون القصائد، ويصوِّرون الصور، أحدهم معلقًا : ", كنت لأنحت لجمالك تماثيل",.
ولماذا لا يبقون على طلبي الدائم أن يلزم الجميع حدوده حتى ذلك الجدار؟ فلا يسمعون تلك الصراخات المرعبة، والأنَّات الأليمة، لذلك الغول أو الجنِّيِّ، حين يلتهم أبناءه، حين يضرم النيران في مرابعه!