وصف الكتاب
أخيراً تعود القصة القصيرة إلي أفق مشهدنا الأدبي المعاصر. و ليس المقصود بعودتها أن القصة القصيرة لم يكن لها وجود طوال الفترة الماضية. إنما المقصود بعودتها هو الحضور الفذ و الذكى للقص الذي يلتقط عمق التفاصيل الصغيرة و يضيئها فجأة بأنوار تجليها أمام الشعور و تخلقها خلقا جديداً، فتراها و كأنك لم ترها ألف مرة و مرة، و تذوقها و كأنك لا تمر بها يوماً بعد يوم. هذا العمل الذي بين أيدينا يشهد أن زمن القصة القيرة لايزال بخير. بل يقطع هذا العمل المسافة الطويلة التي تبعدنا عن زمنٍ تبوأت خلاله القصة القصيرة مقام الصدارة و يدنينا منه. ذلك ما تفعله مجموعة ",رمش العين", للكاتب محمد خير فتمنحنا لذة أن نفتح أعيننا علي مشهدً أو واقعة فنجد أنفسنا فيها، و نجد خلالها ما نراه ولا نراه و ما نعايشه ولا نتبينه، و بكلمة واحدة إنها قصص عرفت كيف تنصت للحن الحياة المتنافر.