الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد…
قد تتساءل أيها القارئ الكريم عن سبب اختياري لمادة هذا الكتاب… فدعني أصارحك، وإن كنت أحسبني لا أذيع سراً حين أفعل!! أردت أن أبعث برسالة صادقة لكل إنسان استسلم لليأس والفشل؛ حتى ما عاد يرى بصيص من الأمل يدعوه للتفاؤل والمضي قدما في هذه الحياة! أردته أن يتأمل قصص هؤلاء العظماء، وكيف تغلبوا على لحظات القنوط والظلام.. وأن أردت أن أخبره بأن اليأس حين يتحكم في النفس فإنه يقتلها ويفقدها لذة السعادة والحياة؛ فتستسلم له بالهزام ليسحبها فيما بعد من عنفوان الحياة ودفئها، إلى حيث برودة الأحلام الموعودة والأماني المذبوحة بسلاحه البغيض. أتمنى أيها القارئ الكريم أن تجد بين دفتي هذا الكتاب شيئاً من الأمل الذي يجعلك تؤمن تماما بأن الإنسان الناجح لا يستسلم أبداً لأعاصير اليأس والفشل. تأمل آيات القرآن الكريم التي تدعوك لعدم اليأس من رحمة ربك البر الرحيم، واهتف بصدق يا رب امنحني القوة وكن لي خير معين!
أمنحه شيئًا من الأمل الذي أطمع أن يتسلل إلى نفسه المتشائمة؛ فيمحو عنها شيئا من لحظات اليأس التي أحالت أيامه إلى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها!
ويجب أن تعلم أيها القارئ الكريم بأن العظماء ليس شرطاً أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانئ حياتهم ذات يوم.. بل إنني أعتقد جازمة بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حري به أن يكون عظيما، حتى وإن كان إنسانا بسيطا في نظر الآخرين..!!!